شعر

عيناك والمدن المشتهاة

صورة من أعمال المصورة سارا كمال
صورة من أعمال المصورة سارا كمال

ومن خلف قضبان نافذتي المغلقة
أحييك يا بهجة العمر هذا المساءْ
وألثم في خاطري ثغرَك العذبَ
إذ ينضج الثمرُ الحلوُ ما بين كفي
يسكرني العطرُ، ينداح في غور عينيك
سهلٌ من القمح، فيه البناتُ الصغيراتُ
يقطفن شقرَ السنابل في مرح وانتشاءْ
فيخضل في داخلي طيبُ الذكريات
وذاك الزمانُ المنورُ بالحب
والفعل في ساحة الجامعة

وفي الليل حين ينامُ الصحابُ تباعاً
ويَسْدُلُ ليلُ المتاهات والمعمعة
عباءة أحزانه المثقلة
تطلين من فجوة في الجدارْ
منورةَ الثغر، عامرةَ الصدر، مثقلةً بالتفاؤلْ
فتنهض في داخلي مدنُ الغد
فيها البناتُ الصغيراتُ يعزفن لحنَ التواصلْ
وأطفالُ شارعنا السمرُ في بهجة
يرشقون بخصلاتهن الزنابق.

وحين الصباحُ المفضضُ
يقشع ليلَ التوجس والانتظارْ
فيغمرني الحبُ والانعتاقْ
تكونين ملءَ الهضاب الموشاة بالأخضر الغض
سيدةُ العاشقين الكبارْ
بعينيك تربضُ أسماءُ من أورقوا الحب في راحتيك
ومن سوف يأتون يلهمهم لونك الفاتنُ الحلوُ
عشقَ السنابلْ.

وحين الحناجر ترفع نحو السماءْ
غناها المطرز بالحب واللوعة المحرقة
تصيرين ملءَ الفضاء الفسيح بهاءاً
وملءَ عروقي انتماءاً
فيُزهرُ في داخلي الحبُ والمدنُ المشتهاة


سجن الجديدة السياسي 2.7.1976

مقالات ذات علاقة

العاطلون عن الحب

مراد الجليدي

عندما الْتَقَيْتُ بي

حسن أحمد إدريس

شكل الحزن

مفتاح العلواني

اترك تعليق