شعر

شكل الحزن

من أعمال التشكيلية والمصورة أماني محمد
من أعمال التشكيلية والمصورة أماني محمد

لا أحدَ يعرفُ شكل الحزنِ تحديداً

ولم يجزم أحد بوصفهِ..

شيخُ القريةِ أقسمَ أنه رآه مرةً يمشي في

طرفِ الوادي ساعةَ الغروب..

وأن له جناحين كبيرين

ووجههُ مجعّد كـ يدِ عجوز !!

وأنّه عندما طارَ فجأة

تناثرتْ بعض الأحزانِ من جناحهِ على شكل ريشٍ

في الغابة..

منذُ ذلك الحين والرعاةُ يحرقونَ الريشَ تفاؤلاً !!

الأرملةُ القاطنةُ في طرفِ القريةِ

قالت أنه يشبهُ الكلب..

وأنّها رأتهُ مرةً أمامَ بيتِها ينبحُ

تحت حبل الغسيل.. ثم ابتعدَ وتلاشى داخل

حجرٍ كبيرٍ حتى تشقّق!!

ضحكَ أهل القريةِ من روايتها..

لكنّهم سكتوا

عندما تشقّقت وجوههم فجأة…

الأبكمُ وصفَ لهم شيئاً ضخماً بـ قرنين

وأصدرَ لهم صوتاً غريباً من جوفه..

خاف الناسُ أن يضحكوا فـ تظهر لهم قرونٌ

أيضاً..

فاكتفوا بمشاهدةِ الأبكمِ والقرون تشقّ رأسه !!

اليتيمةٌ صمتت كثيراً..

لكنّها انفجرتْ في وجوههم:

لقد رأيتُه.. رأيتهُ وهو يسيلُ من صورةِ أمي

إنه كالماءِ لا لون له ولا رائحة!!

عرفتُ حينها كيف لهَذا الشيء أن ينخُر العظام.

قال المجنون : وهذا يفسّر أيضاً انهمار الحزنِ من

عينيك !!

سكتَ الناس كلّهم

بينمَا سمعوا صوتاً كـ تدفّقِ نهر

يجرفُ أفراح القرية تلك الليلة..

لا أحد يعرفُ شكل الحزنِ قلتُ لكم !!

قال الحزنُ نفسه !!

ثم اتّكأ على جنبهِ بين الجموع يسمعُ بقيةَ

أخبارهِ ويبتسم !!

مقالات ذات علاقة

ندخلها بالقٌماط ونغادرها في كفن

عمر الكدي

وجدٌ رجيمٌ أسمر !

المشرف العام

كالموتى 

فيروز العوكلي

اترك تعليق