لا فرق بين صندوق التّجاهل والمهمل في البريد الالكتروني، كلاهما جرح ينتظرُ أن يشهر وجهه في أول ذرّة ملح نسكبُها عليه.
لا فرق بين رحيل ابتساماتك عني، وانسحاب الهواء من رئتيّ، كلاهما يجففُ شُعبي الهوائية، ويحبسُ عني الحياة.
أشكرُ الأمل الذي جعلك تسيرُ بمحاذاتي طوال الطّريق، الطّريق الّذي عرف الأحاديث الدّائرة بين أعمدة الإنارة الرابضة على صدره، الطّريق الذي سمع هسيس الكراسي والطّاولات الملقاة على أكتاف المقاهي الضّاجة بأحاديث الغرباء، ولم يعترض مرة على ما يدور فيه من مخالفاتٍ.
أشكرُ الوقت طوال وقته عليك، لأنّك هدية الله لي، بريد السّماء لقلبي، (الأنبوكس) الذي ظلّ ينهمرُ فرحاً بضحكاتك قبل إحالتي للمهمل، لثلاجة الموتى في ذاكرة الحاضر.
أشكرُ المرايا الصّامتة هذا المساء، ذات الجدوى حين لا جدوى للكلام مع أحدٍ
حين تقف نواصي الحديث على أعتاب الشّفاه.
حين يتجرع الأسى كل ما تبقّى في روحي من مناغاة،
حين تتعثر الجمل وتسكت فيّ الحياة.
جزء من رواية