إِذا نَسِيَتْ، فَلَنًْ أَنْسَى وإِنْ قَتَلَتْ بِيَ الْهَمْسَا
لقد باحت أساريري فلم تكتم بها حسا
إِذا مَا كُنْتُ مَنْسِيًّا وزَادَتْ خَافِقِي بُؤْسَا
فَلَنْ أَنْسَى مَوَدَّتَهَا ولَنْ أَنْسَى لَهَا أَمْسَا
أَرَى الدُّنْيَا تُـعَانِدُني وتُلْبِسُ قُوَّتِي هَجْسَا
وتَذْهَبُ عَنْ مَسَرَّاتِي أَمَانٍ تَشْرَحُ النَّفْســـَا
يُرَوِّعُنِي أَسًى ذِكْرِي لها مِنْ بَعْدِ ما أَنْسَى
ومَا أَرْجُو سِوَى حُلُمٍ أَذَابَ الْجِنَّ و الْإِنْسَا
هِيَ الْحُلمُ الَّذِي أَرْجُو وما أَرْجُو لَهُ يَأْسَا
وكَمْ أَسْعَى لَهُ جَهْدي وفَوْقَ الْجَهْدِ ما أَرْسَى
مُدَلَّلَةٌ أُصَافِيهَا وكَمْ كَانَتْ لِيَ الْأُنْسَا
مَضَتْ عَنِّي مُوَدِّعَةً وَداعَ الْخَائِنِ الْأَقْسَى
أَرَاها خَالَفَتْ ثِقَتِي وأَسْقَتْنِي الرَّدَى كَأْسَا
أَضاعَتْنِي، فَمَا رَبِحَتْ وبَاعَتْنِي هَوًى بَخْسَا
سَتَذْكُرُنِي غَداةَ تَرَى يَقِينِي صَافَحَ الشَّمْسَا
أَبُو سَرِيٍّ
الشَّاعِرُ
عَبْدُالسَّمِيعِ