الذكرى الثالثة لرحيل الكاتب الليبي رضوان أبوشويشة
الركاب، وسافر القطار الاخير عائدا الى (دبلن).
لم يجد احدا بانتظاره في محطة (كلكاني). خرج انتظر نصف ساعة، وبدأ صبره يتضاءل. وشرطي يروح ويجيء، في كسل على الرصيف الصغير بسأم لا تخطئه العين… نصف ساعة أخرى، وبدأ صبره ينفذ.
قام عجوز عليه سيماء التشرد من نومه على المقعد الحديدي المجاور لباب الخروج، دعك عينيه، تأمله قليلا، ثم اقترب منه… نفخ في يديه…
– (أوه.. انظر من؟ مستحيل!… مستحيل أن يكون هو، هذا المتشرد! ولكن ربما، ربما الله أعلم!
انتظر كلمة السر.. انتظر أن يقول الكلمة… (سنة سعيدة طيبة)..
واجهه العجوز، نفخ في يديه، وفي صوت هشمه البرد والزمن سأله:
– (أعطني لفافة من فضلك أيها السيد).
منحه واحدة. شكره؛ ودعا له بالبركة وانسحب… تابعه وهو يعود الى مقعده جوار الباب، وهو يجلس، ويشعل اللفافة، ويدخنها في شغف..
– (قطعا ليس هو.. لم يقل الكلمة).
نظر الى ساعته، والى ساعة المحطة ونفخ الهواء تبرما..
– (ماذا حدث.. أين الجماعة؟ أوف.. أوف.. لن يأتي أحد منهم.. هؤلاء الإيرلنديون الكسالى).
انهم لن يأتوا.. هذا واضح.. أوف أوف!..
ولا يوجد قطار حتى الصباح، هذا ليس عدلا.
لماذا جروني الى هنا!؟ أنا غاضب منهم.. أوف! ولا يوجد قطار حتى الغد. أوف الإيرلنديون عديمو الضبط والربط. ألم يقولوا لي في العاصمة بأن ثمة احتمالا كبيرا بأن يكون متطوعا منهم على نفس القطار، علاوة على المرافقين الذين ينتظرون في المحطة.. لمرافقتي الى معسكر تدريب المتطوعين في المنظمة الثورية.. لماذا لم يقل لي أحد سنة سعيدة طيبة؟!
أوف! ثمن التذكرة.. وفوق ذلك قضاء ليلة في (كلكاني).. وضياع فرصة كتابة تحقيق صحفي جديد..
رفع ياقة معطفه ويشير إلى العجوز.
– (قل لي يا سيد٠. أين يوجد أقرب فندق من فضلك؟).
وقف العجوز مستندا على حافة المقعد الحديدي.. وقد شعر بغبطة.. ان يقدم خدمة ما للغريب الذي منحه لفافة. وبفرح ظاهر أجاب:
– (هو هوه.. هو هوه! على بعد دقيقتين يا سيد. دقيقتين فقط من هنا؛ على يمين المحطة وانت خارج. لن تضل الطريق اليه، ستشاهد الأضواء خارج المحطة).
منحه لفافة أخرى. فقبلها.. ووضعها فوق أذنه..
– (هو هوه.. هو هوه!.. لفافة ثانية.. أنت كريم يا سيد كريم جدا، باركك الله.. هو هوه! فندق الجدي الوحيد قريب جدا من هنا.. لن تضل الطريق اليه.. فندق جميل (الجدي الوحيد) كل السياح يذهبون اليه.. انه الفندق الوحيد هنا.. هو هوه..)
تذكر (مريام ماجواير)… مدرسة الرسم في ثانوية (كلكاني).. تعرف إليها في مشرب (القلعة السوداء) في دبلن قبل شهور، وتذكر صوتها العذب أيضا.. بدأ يقلب أوراق المفكرة الصغيرة.. يا رب أرجو أن يكون عنوانها هنا.. تذكر المشرب المزدحم أبدا بالشعراء والكتاب والثوار، وأدعياء الشعر والجواسيس الإنجليز.. والمصابين بالقرحة.. حيث يقدم الويسكي الإيرلندي مع قدح من الحليب للمدمنين المرضى..
تذكر أنه تعرف إلى كثير من الناس، وهناك كانت (ميريام ماجواير) قد ذكرت إنها من كلكاني.
أوه يا رب أرجو أن تكون من (كلكاني) وليس من (كانامارا). ربما اشتبه عليه الأمر.. (كانامارا) مكان آخر في اقصى الغرب الإيرلندي و(كلكاني) في الأراضي الوسطى!
وعثر على الاسم: بخط قلم حبر جاف أخضر!.
ميريام ماجواير
هاتف: 6970 – كلكاني.
سأل عن جهاز الهاتف فأجابه موظف الاستقبال، بسرعة: (هناك على اليمين بالداخل).
جاء صوت ميريام الرائع..
-(…………………………….)
– (أو.. هذا انت! ما الذي جاء بك إلى قريتنا؟)
– (لأنقب عن النفط في مغارات كلكاني… اسمعي لماذا لا تأتين لنجدتي؟ أنا في فندق الجدي الوحيد. لم اجد غرفة.. ولا يوجد قطار الى دبلن قبل الصياح).
– (سأكون معك بعد عشر دقائق).
دخل الى مشرب! فندق.. رؤوس ماعز معلقة.. وعلى الجدران بعض اللوحات الفاقعة الألوان.. لم تعجبه الرسوم.. اشعرته بالزخم.. سأل الساقي القصير البدين:
– (هل رسمها تلاميذ مدرسة؟)
– (أجل.. إنها رسومات رديئة أليس كذلك؟)
– (جدا..)
– (لقد دربت نفسي على تجاهلها، حتى أصبحت لا أراها).
– (لا شك إنك بذلت جهدا كبيرا).
– (شهران يا سيد وأنا أحاول غض البصر حتى تعودت على ذلك).
انجز الساقي طلب زبون شيخ له ملامح أميركية، طويل يدخن السيجار، ويرتدي قبعة راعي بقر.. وعاد ليهمس بـ:
-(أمريكاني أمريكاني كثيرون هنا).
– (هل هم من أصل إيرلندي؟).
– (لا.. الإيرلندي لا يأتي الى الفندق.. إنه يذهب في ضيافة الأقارب.. هؤلاء سياح عجائز من أمريكا.. لقد شربوا البارحة كل ما عندي من الويسكي الاسكتلندي.. إنهم يجدون الويسكي الإيرلندي ثقيلا.. أوه أذواقهم مرعبة الأمريكان.. إنما قل لي: هل انت اسباني؟).
– (لا).
– (برتغالي؟).
– (لا).
– (من اين؟)
(من ليبيا).
– (أه.. معذرة، شعرك الأكرت وملامح وجهك.. هي التي جعلتني أسألك رغم أن الكثيرين في (كورك) يشبهونك، (كورك) ميناء كبير مفتوح والبحارة يحبون الموانئ الكبيرة كما تعلم).
– (آه يا سيد.. لا إهانات من فضلك، ها ها ها.. البغاء موجود في كل مكان حتى في بعض البلدان العربية).
– (أنت تتحداني فلا بأس في بعض البلدان العربية هذا صحيح.. ما قولك في إنهن يتسكعن على أبواب الفاتيكان).
كانت مريام قد وصلت..
– (أه.. هالو مريام)
– (هالو.. جلال، هالو مستر جون).
– (ماذا تشربين؟)
حياها الساقي وتبرع بالإجابة نيابة عنها:
– (الآنسة ماجواير تشرب دوما ويسكي إيرلندي مع الصودا.. وكثير من الثلج في كأس مستطيلة.. إليس كذلك يا مريام).
هزت رأسها.
– (يا إلهي ما أكثر طلباتك).
– (هل أنت معدم؟.. لا تخف أنت في ضيافتي)
– (لا بأس إنها خفة دمي.. أو ربما تمثيلي المتواصل بأني خفيف الدم.. لقد فقدت كثيرا من اصدقائي لأنني اتوهم أني خفيف الدم). ن:
– (ومع ذلك سأدفع أنا).
– (لا.. ليس بعد.. الطريق طويلة).
وضحكا في وقت واحد.. همس لنفسه:
– (بداية جيدة).
ونظر في وجهها.. بعد شهور ازدادت البنت حلاوة.. وتصور انها أجمل من السابق ربما بسبب شعوره بالغربة في قرية كلكاني.
أوه غربة كلكاني.. الانتظار في المحطة كاد يقتله.. أو كلكاني.. المرء عندما يقابل من يعرفه من قبل في مكان لا يعرفه يجده انيسا ومبهجا.. تفرس الأنف الدفين.. والزمن الذي بدا له لو استطال قليلا علاوة على استطالة الذقون النسائية في إيرلندا..
تبادلا الأنخناب بالايرلندية:
– (سلانشيا.. جوه نايري انبوخره لات)
ثم ذكرته بالكلمة العربية التي علمها لها في دبلن:
– (في صهتك).
– (في صهتك).
– (في صحتك يا غبية، وليس صهتك.. ما هي صهتك هذه؟ هذه ليست عربية.. إنها من اختراعك أنت! قوليها مرة اخرى صحتك – صحتك)
– (صهتك صهتك).
– (في صهتك).
– (في صهتك).
– ( في صحتك يا غبية، وليس صهتك..
ما هي صهتك هذه؟ هذه ليست عربية.. انها من
اختراعك أنت! قوليها مرة اخرى صحتك – صحتك)
– ( صهتك صهتك).
– (لا فائدة معك.. لن تتعلمي نطق حرف الحاء أبدا يا مدرسة.. وعلى فكرة ان كلمات النخب الإيرلندية قريبة بشكل غير معقول من دعوات الامهات لأولادهن.. إنهن يقلن: ليسهل الله طريقك)
– (اذن جوه نايري انبوخرة لات تعني: ليسهل الله الطريق.. وي وي.. اكتشاف خطير).
قال الساقي ذلك. فلم ينس التحدي الذي قطع بمجيء مريام.
– (يا سيد جون لا تدعني أسلط عليك لسانا كسوط الخيل.. وفي حضور آنسة.. إن جلدك لن يحتمل.. اسمعي يا مريام ما رأيك في تغيير اسم الساقي جون هذا الى مستر جون سلاخ الجدي الوحيد).
وجاءت الموسيقى تملكته رغبة عارمة في أن يلمس يدها.. ولمس يدها.. كانت باردة.. لكنها يد امرأة.. أصابع رقيقة لرسامة حلوة الوجه.. صعد إليه طعم المرأة عبر أصابعها.. أرتعش وارتعش جوف أعماقه..
– (أوه مسكين جلال هل تشعر بالوحدة إلى درجة كهذه).
– (أية درجة؟)
– (أن تلمس يد امرأة، ولو كانت يدي الباردة!).
– (أشعر بحب ورائي الى المرأة في لحظات معينة كهذه، ثم إني أريد أن تسخن يدك).
– (لا.. أظن.. فقد وقعت على امرأة من نوع مختلف هذه المرة).
– (هل تحولت الى راهبة؟)
– (ربما).
– (هذا يجعلني أسارع بتصعيد المغازلة).
– (يا متهور. ها ها.. قل لي ماذا ستفعل الليلة؟)
– (سأدعو نفسي إلى بيتك. أليس كذلك؟)
– (طبعا لن أتركك تنام في المحطة).
– (هيا نذهب).
حيا الساقي البدين.. فغمز بعينيه بخبث، وحرك رأسه المدور.
انطلقت السيارة فوق طريق ضيق في شوارع بلدة مهجورة لكنها تبدو حية منتعشة في عيون من يجلس إلى جوار مريام ماجواير..
انطفأت أنوار العربة أمام بيت صغير أبيض.
لوحات كثيرة على الأرض وفوق الجدران.. حمالات أوراق رسم، وعلب ألوان وكتب وصحف كثيرة.. وكانت النار لا تزال حارة في المدفئة.
أحضرت مريام شرابا وخبزا وشيئا من الجبن.. وجلست في مواجهته تنظر نحوه وتبتسم.. وعلى غير توقع سألته:
– (لم تخبرني عن غرض مجيئك لكلكاني.. هل هي زيارة عمل أم سياحة خاطفة؟).
– (مجرد زيارة خاطفة).
مريام (رسامة تكره العنف) تذكر عندما قابلها في (القلعة) وناقشها طويلا.. انها من ذلك النوع الذي يؤمن بأن كل القضايا تسوى عن طريق المحبة كل شيء تقريبا. وهذا ما لا يتفق فيه معها انه لا يعتقد في السلوك (الهيبي) تجاه القضايا الحاسمة… الكفاح هو الحل الجذري.. أما الحب فمن أجله تقوم الثورات ولكنها لا تقوم باسمه..
خرجت كلمات شعر من دورة أسطوانة كبيرة.. الارض اليباب بصوت ت.سي. اليوت.. سألته: –
– (إنها بصوت إليوت.. هل يعجبك الشاعر؟)
– (طبعا إنه شاعر مجدد، وأستاذ، بعجبني طبعا، ولكن في الشعر وليس في السياسة.. فقد ثار على الأشكال التقليدية وكم أكره الأشكال التقليدية.. وعبدتها في الأدب).
هزت مريام رأسها موافقة قائلة:
– (وناقد ومنظر نقدي).
– (وتابع مؤمن بالكنيسة الانجليزية).
ضحكت مريام..
– (نعم فهمت.. تريد ان تقول إنه ضاهر الاستعمار).
– (لا.. لا أريد أن أقول انا.. انه بنفسه قال ذلك.. قال.. أنا ملكي في السياسة كلاسيكي في الأدب).
قامت لتضع المزيد من الفحم إلى النار وواصلا.. الاستماع إلى إليوت:
(ها قد خفقت الريح الرخية
باتجاه الوطن،
فيا حبيبتي الإيرلندية.
فيا حبيبتي الإيرلندية
أين تتلبثين؟).
شعر اليوت، نار المدفئة، امرأة مثقفة جميلة.. اهتاجت مشاعره حزمة واحدة، قام من كرسيه وجلس على الأرض أمامها قرب النار.. وشيء من التردد والخجل، أراح رأسه على ركبتها.. ثم قرر أن ذلك شيء مكرر.. لم يرغب في أن تصبح (مريام) مثل غيرها.. سوف يقف ضد نزوات امتلاكها.
ما معنى ان يصبح كل شيء بين امرأة ورجل على هذا النحو! إنها انسانة طيبة.. عرفته في لقاء عابر وتبادلا العناوين.. فلا يجب أن يتبادلا الخطيئة.. لن يسمح لهذه المحنة أن تدنس بالرغبة المحرمة.
انها لطيفة.. مريام هذه حلوة الحديث وحينما ترتشف قطرات من شرابها الدموي فانه يبدو لامعا على شفتيها.. لا بد ان يتحول الى شهد على شفتيها الحمراوين.. شفتاها على ضوء النار٠. مأوى للرغبة الجهنمية..
وبدأ المطر يهطل.. يعلو على صوت اليوت، وحفيف الاشجار. وتسلل اليه الحزن القديم، والعطش القديم، والقلق القديم وراح يفكر، ويفكر.. واليوت يردد، ويردد:
– (متى أصبح صنو العصفور – أيها العصفور ايها العصفور).
دعيني أنام على ركبتيك يا مريام.. ان الحزن والظمأ والقلق يثقلون على روحي هذه اللحظة.. دعيني أنام على ركبتيك لأنسى..
– (لم أكن حيا ولا ميتا، ولم اكن على دراية بشيء) مسحت بيدها على رأسه.. إليوت يردد، يردد:
(تحطمت خيمة النهر
(حوريات الماء رحلن)
مسحت بيدها على رأسه واليوت يحذر:
(هذه الأيام ينبغي أن يكون المرء جد حذر).
مسحت بيدها على رأسه مسحت بيدها على رأسه، وقد هدأت النار، ونام إليوت.. فتحرك شوق خفت..
التصق بها التصق.. يدها ساخنة حبة عرق على جبهته. مسح جبينها بكفه.. شعر إن العرق ساخن.. أحاطها بذراعيه قبلها خطفا.. أراحت رأسها على كتفه..
يحبها ابنة الانسان هذه، يحبها كثيرا، ذلك النوع من الحب الانساني الجليل الذي لا ينجم عنه القفز الى السرير.
انه لا يفعل ذلك ببساطة.. مريام.. أنثى جميلة وهو إنسان ألف ثور حاد القرون في حلبة ضيقة.. ليتجنب الانسحاق امام الرغبة الطافحة الهمجية.. وصارع الثيران.. وصارع الثيران، حتى مطلع الفجر.
شرع عصفور يغرد. ويغرد.. ويغرد..
وشربا قهوة إيرلندية.. وسمعا إليوت يتحدث عن:
(الذكريات التي ينسجها العنكبوت الخير).
ولمحا عبر زجاج النافذة قدوم نهار جديد بلا غيوم.. فقال جلال:
– (سيكون يوما جميلا كنهار ربيعي في طرابلس الغرب).
وفي الخارج.. وقفت عربة أمام البيت الصغير الابيض.. وقرع الجرس.. وفتح الباب.. وقدمت مريام الزائر المبكر الى جلال.. قسيس شاب، نحيف. يدخن الغليون في ساعات الصباح المبكرة..
فيما لا تزال ميريام منبهرة من زيارة القسيس الغريبة اعتذر الراهب:
– (أنا آسف.. على إزعاجكما.. كنت في طريقي إلى كلكاني لإجراء مخابرة تلفونية فورية مع دبلن.. لأخبار أقارب العجوز الميت.. وفكرت في أنك قد تسمحين لي باستعمال الهاتف).
– (طبعا تفضل).
واستأذنت في الذهاب لتغيير ملابسها.. وانشغل جلال في تفكير غير محدد.. ويد القسيس تمتد اليه قائلا:
– (سنة سعيدة طيبة.. أنا آسف على التأخير يا سيد جلال، لم أتمكن من موافاتك في المحطة.. كنت بجانب عجوز من كنيستي احتضر طوال الليل، ولم يمت إلا قبل الفجر.. عرفنا إنك بالفندق من العجوز (بريدي الذي ينام في المحطة) ثم أخبرنا السمين الساقي سلاخ الجدي الوحيد.. لقد أخبرني عن ممازحتك له، وعن قدومك الى بيت مريام.. رجل طيب (جون) ومرح إنه من الجماعة أيضا).
وضحك القسيس في طيبة الطفل وكشف عن أسنان صغيرة.
ونادى ميريام بصوت عال:
– (ميريام سأوصل ضيفك الى محطة القطار إنه يريد أن يذهب الآن.. تعالي وامنحيه قبلة).
وغمز بعينه لجلال، وأردف في صوت هامس:
– (علينا ان نبدأ الرحلة الآن.. الطريق إلى معسكر الثوار طويل جدا).
وانطلقت السيارة في شوارع ضيقة، في نهار طيب واسع وأخضر، كسهول إيرلندا، كعيون مريام ماجواير…
الثقافة | رقم العدد: 3-4، 1 مارس 1982م.