قصة

أدرينالين

ولد خائف (الصورة: مولدة بالذكاء الاصطناعي)
ولد خائف (الصورة: مولدة بالذكاء الاصطناعي)

بعيد شوي من شارعنا كان فيه دكان عمي (عبد العالي)، الدكان في نهاية شارع طويل وضيق وكله تراب، وعلى الجنبين كله شجر عالي، الشارع قالوا إن فيه (عفريتة) عامل مقتول كان يشتغل في السواني، وقالوا عفريتّه تطلع في أي وقت حتى في القايلة.

دكان عمي عبد العالي هو الوحيد إلي يبيع في الكاكاوية* في منطقتنا، وهذك اليوم كان عليّ نمشي أنا إلّي نجيبها، عشان في العشية جايتنا عائلة خالي تبارك على نجاح خوي الكبير في الثانوية، بوي جاب كل الضيافة من السوق لكن نسى الكاكاوية، خوتي الكبار طلعوا يحضروا في كورة في الملعب، وبوي خش رقد ، وما فيش حد إلا أنا أخر العنقود ، خذيت الفلوس وقبل ما نطلع قلت لأمي:

-أنا خايف توى تطلعلي عفريتة القايلة!!

ردت عليّ وهي تضحك:

-إلي يخاف من العفريتة تطلعله؟؟

ما فهمتش كلامها وطلعت، والجو كان حامي وبداية صيف، الشارع كان فاضي، ما فيش ولا حتى واحد؛ ممكن يكونوا مقّيلين؟؟ خشيت الشارع وكان مظلم من كثرة الشجر العالي والمتشابك، وصلت الدكان وأنا انتلفت  يمين ويسار ونرتعد، شريت كيلو كاكاوية وطلعت بسرعة، وأنا في نص الطريق ألقيت راجل لابس بدلة عربية وعلى راسه طاقية بيضاء، زي إلي يجيبوا فيهن من الحج،  واقف في نص الطريق وفي فمه سبسي والدخان حاجب وجهه، وسألني بصوت عالي:

-شريت كاكاوية؟؟

بديت نرتجف وركبي يخبطن في بعضهن، حاولت نجري ما قدرتش وحتى صوتي إختفى، لما حاولت انصرخ، طاحت الكاكاوية من يدي لما شفته قرب مني وحط يده على كتفي، وبعدها الدنيا ظلمت ومعش شفت شي!!!

فتحت عيوني ومش عارف كم قعدت مغمى عليّ، إلقيت روحي في مرقدي وحذاي أمي ومرت خالي، قتلها:

-عفريتة القايلة اطلعتلي!!!

قالتلي وهي تضحك:

-أها.. عارفة ما هي إلي جاباتك للحوش!!

عطتني طاسة شاهي ومعاها كاكاوية محمصة، وقالتلي:

-حتى الكاكاوية لمتها  العفريتة من ع الأرض!! وزادت ضحكتها.

عرفت أن أمي دزت وراي خالي لأني لما طلعت من الحوش كنت خايف واجد، ومن الخوف ما عرفتش وجهه.


*(كاكاوية) فول سوداني

مقالات ذات علاقة

قيس من حجر 

خيرية فتحي عبدالجليل

هـمٌّ يـوميُّ

أحمد نصر

الفزّاعات

كريمة الفاسي

اترك تعليق