شعر

سيِّدةَ السَّحابِ

من أعمال التشكيلية الليبية منيرة اشتيوي
من أعمال التشكيلية الليبية منيرة اشتيوي

يا سيِّدةَ الْفجرِ
يا مليكَةَ التَّوَحُّدِ
وبِدأَ الاحْتِواءِ
يا سيِّدةَ الأقمارِ الْمُتوهِّجةِ
الُمُغانجةِ للشَّفقِ
الُمرتمِية بعمقِ الفراغِ ..
تراقصينَ الضَّبابَ الملوَّنَ
بخجلِ الشَّمسِ
باحمرارِ خدِّها
البرَّاق
برقٌ ..
مُطِلٌّ عَلى عيني
المطلَّةُ عليهِ
منذُ التَّمعُّنِ والتَّوَهَانِ ..
يا سيِّدةَ الأَقْمارِ
الْبَيَاض
الزُّرْقَة
ومَوْعِدُ الْفَلَاسِفَةِ
والْقِدِّيسِينَ
والَأوْلياءِ الْفَاتِحين
الْعَابرينَ في سبيلِ اللهِ
والْقِيمةِ ..
يا سيِّدةَ الصَّلاةِ
وقبلة الكتاِب
والجهاد
وصغارٌ يُّرتِّلُونَ
فرحَ السَّمَاءِ ..
يا مدينتي
يا سيِّدتي
ياااا
بوصلةَ الإتِّجاه
والانْتِماء ..
يا شجرةَ الضُّحَىٰ ..
يا مدينتي الْمغزُولةَ بالماءِ
يا معزُوفةَ
السَّمَاءِ ..
يا عرَّابةَ الضَّباب
وكلَّ الفصول
تعدين بالهمر
تقتلعين ما تبقَّى
من نباتِ الخلدِ
لينعمَ الشَّاعِر
لتَنامَ الأرض هدوءً
وتستَحِمُّ برائحةِ الظِّلالِ
والسَّحابِ
الْمُطِلِّ عَليها مِنْه ..
تُسارعينَ الرِّيحَ
وتُربِّتينَ على غُبار الْقِبْلِيّ
كَي يَّطيبَ الْبَحْرُ
وترضَعُ الآمَازُونة
صِبْيَةٌ يُّحاربُونَ الرِّيحَ
ولا يعُودُونَ ..
قُرباناً لِموسمِ حصادِ
الشَّمس
السُّنبُلة
الْفِكْرَة
الْقَصِيدَة
الإنْسان
الْبَلَد ..
تنامين بخلدِ النَّبْعِ
الَّذِي يَفيضُ نحتاً
لذاكرةِ الْخالدينَ
الَّذينَ سيمُرُّون من هُنا
وإنْ مَرُّوا..


عن ديوان (بائع اليقظة).

مقالات ذات علاقة

فوق تل الرمال

عبدالرزاق الماعزي

من ثغرك

هود الأماني

قرّر عصفور

محي الدين محجوب

اترك تعليق