الثلاثاء, 8 أبريل 2025
المقالة

استعدادات رمضان: معركة البقاء النسائية في ليبيا

استعدادات شهر رمضان المبارك
استعدادات شهر رمضان المبارك

في كل بيت ليبي، قبل رمضان بأسابيع، تتحول الأجواء إلى ما يشبه حالة الطوارئ، كأن حربًا نووية على وشك الحدوث، لكنها ليست حربًا عادية… إنها حرب الاستعداد لرمضان!

تبدأ الأمهات والجدات بإطلاق أوامر عسكرية: “جيبوا الدقيق! زيدوا السميد! حطي الرز بالكياس! شريتوا الزبدة والاّ نستوا؟” وطبعًا، لا أحد يجرؤ على التشكيك في هذه الحكمة الأبدية، فالجميع يعرف أن المخزون يجب أن يكون كافيًا لطعام جيش، حتى لو كان أفراد العائلة لا يتجاوزون الخمسة!

ثم تأتي مرحلة المطبخ، حيث تتحول الطاولات إلى ساحات تصنيع جماعي: البوريك، ، البسيسة، والبيتزا، وكأن رمضان سينتهي بسرعة الضوء ولن يكون هناك وقت للطبخ يوميًا! تجد النساء يعملن وكأنهن في سباق مع الزمن، والعجينة تتطاير في الهواء، والزيت يغلي كما لو أنه بركان على وشك الانفجار.

أما الأبناء والرجال، فيحاولون التسلل خارج المنزل أو التظاهر بعدم الوجود، لأن أي شخص يقترب من ساحة الحرب النسائية قد يُجبر على فرم البصل أو عجن العجين، وهي مهام محفوفة بالمخاطر! حتى القطط المنزلية تتوارى عن الأنظار خوفًا من أن تصبح جزءًا من قائمة المهام!

وقبل يوم واحد من رمضان، يأتي الاختبار الأعظم: تنظيف المنزل! “يا فلانة، نوضي نفضي الدواليب!” “يا ولد، امسح الشبابيك، لا نبو ضياف يشوفوا الغبار علينا!” فتجد الجميع يعمل بنظام عسكري، لأن المطبخ يجب أن يلمع، السجاد يجب أن يُغسل، والستائر يجب أن تتغير!، وكأن لجنة تفتيش عالمية ستزور المنزل في أول يوم من الصيام.

وفي النهاية، بعد كل هذه الفوضى، يأتي أول يوم رمضان… والجميع مرهق ومنهك لدرجة أن أغلبهم بالكاد يستطيع تذوق الفطور من التعب! لكن لا بأس، فالنتيجة دائمًا تستحق العناء، خاصة عندما تتذوق أول قطعة مقروض مع كوب شاي، وتشعر وكأنك انتصرت في أشرس معركة رمضانية!

مقالات ذات علاقة

الإعلام المعاصر ودوره في نشر ثقافة الرأي الآخر

ميلاد عمر المزوغي

بين المدنية والتدين 2\3

علي الخليفي

من مقالات منتصف اللّيل في طرافة الأمثال

المشرف العام

اترك تعليق