اليومُ هو الرابعُ والعشرون،
من شهرِ تشرين الثاني،
(الشهرالحادي عشرَ) من هذه السنة (2022)،
هو يومُ الشكرِ في امريكا،
حيث يقعُ في رابعِ خميسٍ من هذا الشهرِ كلَّ سنة.
أقولُ ما مرَّ عامٌ إلّا وأُسْأَلُ،
عمّا اذا كنّا نحتفِلُ بمثلِ هذا اليومِ،
فأُجيبُ بطريقةٍ يُحِدّدُها السائلُ وتقييمي لهُ.
حين سألني أحدُ المسؤولين،
في إحدى الشركاتِ يومًا، ذاتَ السؤال،
قلتُ لهُ نعم.
نحنُ على الدوامِ نحتفلُ شاكرينَ، وَلِمَ لا؟
نحن يا سيد، نحتفلُ بيومِ الشكرِ،
أسوةً بجميع أيامِ السنةِ،
حيث أنَّ جميعَ الايامِ في عُرْفِنا،
هي ايامُ شكرٍ للهِ دونَ استثناءٍ،
ودون تقييدٍ بشكلٍ،
وينبغي أن تكون كذلك،
فالله أَحقُّ أن يُشْكَرَ،
لِما أعطى، وما أعطى كثير.
قال نعمْ، ولكن كيف تكون كلُّ ايامِكُم اعيادَ شكر؟
قلت له:
وهل بالضرورة أن نُظْهِرَ شكرَنا،
بالأكلِ إلى حد التُخْمةِ،
والشربِ حتى الثُمالةِ،
كما يفعل الكثير هنا، سيما في هذا اليوم؟
ثم هل أّنَّ إيذاءَ النفسِ،
بمثلِ هذا السلوكِ يُعَدُّ شكرًا،
أوَلا يَسْتَحِقُّ الشكرَ، شكرًا مطلقًا،
في كل يومٍ ولحظةٍ،
من أعطاكَ لِسانًا بهِ تتكلمُ،
وعينًا بها تُبْصِرُ،
وأُذنًا بها تسمعُ،
ورِجْلًا بها تمشي،
ويداً بها تعمل؟
اسْتَرْسَلْتُ في ذكرِ غيضٍ من فيضِ،
مما أنعمَ الله، ثم قلتُ لهُ:
كم من البشرِ من أمثالِنا،
في هذه اللحظةِ التي فيها نتكلمُ،
قد دخل غرفةَ العملياتِ وهو في حالةٍ حرجةٍ،
وكم من شخصٍ ماتَ بحادثٍ مؤسفٍ قد وقع،
وكم من شخصٍ دخلَ السجنَ،
وكم من واحدٍ أصيبَ بِجَلْطَةٍ،
وكم من واحدٍ فقد عضوًا أو اعضاءَ من جسمهِ،
وكم وكم؟
قاطعني وقال:
فهمتُ ما تقصِدُ، وإنَّكَ لعلى حقٍّ حقّا،
تفكيرٌ جيدٌ،
أعطيتَني درسًا،
فشكرًا لك في يوم الشكر!