طيوب عربية

رؤية في ذاكرة الفن بالحصى

مهدي جاتو

بأنامل عذبة جمعت الحصى من ذاكرة البحر، وعندما كانت تجمعها من بعثرتها إنما كانت تشكلها بفكرها وتلونها بنظرها الثاقب حتى تجيء كما تشتهي، فعندما تلتقطها تلتقط معها أفكار عبرت مسارب الخيالات في ذاكرة الأزمان، ولكي تشكل لوحة كان على الفكرة العظيمة أن تمتثل طيعة  أناملها والوقت صقل موهبتها معلنا بصمته الكلوم بدء الرؤيا وختامها.

بالكلمات نبحر بعيداً في عمق الخيالات تعبيراً بالشفاه أو بما تخطه الأيدي لإيصال المعاني .. هنا في هذا المجال الاستثنائي تمكنت الفنانة التشكيلية هاجر الطيار أن تكتب قصائد مرئية وبنصوص تحمل أفكار ورؤى ذات رسالة؛ الجمال لها ديدن والإتقان لها منهج.

قصائد من حصى.. لوحات من أعمال الكاتبة هاجر الطيار

ولأن أصل الفنون وأحد تمكنت هاجر تحويل خواطرها وأبياتها إلى أشياء ملموسة تشكل فارق كبير في حركة الفن، وما الفن إلا تحويل فكرة إلى منجز، باختلاف الأدوات، وكلما كانت المادة الخام من البيئة ازدادت قيمتها لأنه ثمة رابط خفي في الإحساسات يلفت الانتباه ويفرض التجانس فتحدث الدهشة عند المتلقي الذي يبهر ومن تم يُبسط.

ومما لا شك فيه بأن الفن في داخلنا وما علينا إلا أن نكشف عنه في أعمالنا البسيطة أو المعقدة وعندما نفعل ذلك فأننا نكون حضور في الواقع كجسد، وحضور في الذاكرة كفكرة.. وما المنجز الذي تقدمه فنانتنا هاجر سوى حضور فكرة في الواقع بعد أن اكتست بالجمال صحبة الحصى، وبإمكاننا أن نحول الكثير من الأشياء من حولنا من صيغة المنكر إلى صيغة المنجز ولكل مجتهد نصيب وتأتي النتائج على قدر الجهد المبذول.. فألف مبروك للأخت هاجر لهذا التوجه.

هاجر الطيار ومعرض قصائد من حصى

مقالات ذات علاقة

صرخة مفاجئة

آكد الجبوري (العراق)

صورة المرأة في أدب سناء الشّعلان السّرديّ في جامعة البصرة

المشرف العام

القمـر يسـطاع البحـر! *

إشبيليا الجبوري (العراق)

اترك تعليق