أخبار

شعرة شعلان المضيئة

الطيوب

كتاب (شعرة ضوء)، للناقد المصري عبدالهادي شعلان
كتاب (شعرة ضوء)، للناقد المصري عبدالهادي شعلان

عن مكتبة الكون؛ طرابلس، القاهرة، إسطنبول، صدر للناقد المصري عبدالهادي شعلان، كتابه المعنون (شعرة ضوء)، في طبعة أولى من القطع المتوسط، في 198 صفحة. والكتاب جولة ممتعة بين صفحات كتب انتقاها المؤلف بعناية ليقدم وجبة للقارئ تجمع بين الفائدة والمتعة.

يقول المؤلف في مقدمة كتابه:

تخيَّل لو أن كل شعرة من شعرات رأسك عبارة عن ضوء يدخل من الخارج لعمق مخك، وأن كل شعرة ضوء هي عبارة عن كتاب، أنت تستطيع أن تغذى رأسك بكميات هائلة من شعرات الضوء عن طريق القراءة المستمرة للكتب، وستجد في النهاية أن رأسك مختلف ومتمايز عن رؤوس الآخرين، هل تتذكَّر رواية 451 فهرنهايت وعملية حرق الكتب وكيف أنه كان هناك رجال يسترجعون الكتب من الذاكرة، كانت الكتب في رؤوسهم كشعرات ضوء يستخرجونها وقت الحاجة.

حين تقرأ أي كتاب ربما تعجبك جملة أو فقرة فتضع تحتها خطاً، أو تنقلها في كراستك الخاصة؛ تستعين بها على تذكر الفكرة التى طرأت على ذهنك وأنت تقرأ، ربما وأنت تقرأ تلمع في رأسك شعرة ضوء فتسارع لتسجيلها، أنت تسجل شعرة ضوء خاصة بك، فربما يقرأ غيرك نفس الكتاب ويخرج من رأسه شعرة ضوء مغايرة تماماً عمَّا خرج منك.

ما بين يدينا الآن شعرات ضوء، لها أصولها الكبيرة وزخمها الأصلي، لكن هذا هو شعر الضوء الذي أتيح لى، ربما يخرج لك ضوء آخر لو اطلعت على نفس الأصول، خاص بطبيعتك أنت، وبقوة خاصة يمكنك أيضاً أن تمنح هذا الضوء لغيرك عن طريق مقال ربما تكتبه عن كتاب، فقط تقول ما يصل إليك منه، وربما تتلقى من كتاب جملة من الشعرات الضوئية، فلا تستطيع أن تمسك بواحدة، ليس لنقص في الكتاب ولا لعيب فيك، ربما يصعب جمع الشتات، وقد يحالفك التوفيق فتلتقط شعرة ضوء، ساعتها يمكنك أن تحتفظ بها في رأسك وتنقلها لغيرك.

إذا لاقى الشعاع الصادر من الكتاب استجابة ورغبة في التسجيل فهذا ما يجعلنا ننقل شعيرات الضوء لبعضنا، وبالتالى ربما نوفر عناء قراءة كتاب، وإن كانت لا تغنى شعرة الضوء عن الاطلاع على المصدر.

ربما ترى أن شعرة الضوء التى أقدمها لك لا تتناسب معك، وربما نختلف سوياً في التلقى، فعليك في هذه الحالة أن تسجل شعرة الضوء التى اكتشفتها بخصوصيتك من نفس المصدر، والتى توازي أو تختلف معي، ونصنع سوياً حزمة من الضوء لكتاب ربما يستحق أكثر من قراءة وأكثر من شعرة ضوء.

هذه إذن قلة من شعرات الضوء مرت على رأسي فانتقيت منها بعض الجمل وسجلت بعض الملاحظات، وفي النهاية خرجتْ في هذا الكتاب.

مقالات ذات علاقة

مشاركة ليبية بمهرجان البردة الأول

المشرف العام

حواء القمودي في حديث عن الكرتون

المشرف العام

الدكتور عيسى بن عمران يكتب حكاية المعلم التونسي

المشرف العام

اترك تعليق