1
بيديه الطويلتين يتدلى من حافة حبر معتق
زهرة الشوفان قريبة من قلبه
و عيناه تحدقان في كلمات ترقص في عباءة الظل.
2
هل يحق للوردة التقلب عارية في النهر؟
هل يحق للشعير الناضج الانحناء للريح؟
هل يحق للكلمات السائبة النوم ساعة الظهيرة؟
مثلما يحق للزمان:
التقوّس،
الغناء،
السباحة
و حتى النكاح الطويل العميق
بلا وساوس
و لا خوف.
3
وضعت النجمة يدها البيضاء على كتف الفارس
لكن الفارس يحلم بأبواب مشرعة
و نوافذ لا تمل سماع صهيل الجياد.
وضعت النجمة يدها الزرقاء على ظهر القنفد
لكن القنفد يقطع دربه الليلي في غابة الذكريات .
من بعيد لمحت النجمة
رأس الشاعر
قلبه
يده
أحلامه الخارقة
ضمت إليها يديها
في شهقة حارة.
4
إذا كان الباب الرمادي أطول من الجبل
وسنابل القمح ماهرة في فك شفرة الضحكات
كيف يعقل إذن أن تصطف البلاغة على العتبة بلا حجاب؟
كيف يعقل إذن أن تسقط قطرة مطر واحدة من سماء ملبدة بالغيوم؟
5
الجبل:
ثلجه فيه
ملحه فيه
نمله فيه
غرانيقه فيه
يفرح بفراشات الضوء
وهي تصعد و تصعد و تصعد
إلى أعلى قوس في السماء.
6
إلى أسفل ينظر الغراب
العنب نهود نافرة
(كيف يرى الغراب العنب؟)
الغصن مرت به شموس كثيرة و أقمار كثيرة
لا يجهل وشوشة الذئاب في آخر الليل
ولا ثقل النمال و أحمالها
ثمارُ البندق تمسكها أصابع السماء بخيطان ذهبية
و أوراقُ صفراء تغطّي المكانَ برائحة الحياة الجديدة.
7
المزهرية قطة برأس وردة!
الرغبة خيط طيارة ورقية تخفق من وراء زجاج نافذة قصيرة
لا خشب النافذة يكمل الصورة
ولا صوت قطرات الماء على يد الجالسة في الركن الظليل.
8
هلال أبيض صغير و نجمتان مدورتان كالتفاح
ثلاث نوافذ صفراء و شجيرات طرية تهدهد الليل
عالية ألسنة العتمة
ثقيل لسان السور الحجري
…..
…..
عميقا في قلب الأشياء
صمت يدحرج كرياته إلى ما لانهاية .
9
تجيء القصيدة إلى البحر:
أعشابا ناعمة تنزلق على موج فضي
نغمات سحرية في حلق الماء
سمكات سابحة في لحظة خالدة
وقد تجيء:
نثرا مشاكسا
مجازا جديدا
…..
…..
فاعلاتن فاعلاتن فاعلات
10
سآخذ
من الهواء لونه الفيروزي
من العشب طراوة الفجر
من الحشمة سروالها القرمزي
من الغابة صحوة حلمتين وراء ستار
……
…….
و سآخذ من المرأة أحلامها النائمة