كنت أقود مركبي متجها صوب أحلامي حين سدت طريقي العاصفة، أسدلت أشرعتي وانسحبت من المعركة وعدت للشاطئ معتمداً على مجدافين وأكتاف نحيلةـ وقلب يردد على إيقاع الموجات: (هيلا يا وسع مركبك راجع).
حين وصلت اليابسة ناجياً حمدت الله كثيرا، توجهت لبيتي استقبلني الأولاد، تحممت ونمت.
في الصباح توجهت للكوشة وقفت في الصف رفقة الجيران، اشتريت خبزاً ومن صاحب البقرة اشتريت الحليب وعدت للبيت كرجل جديد.
لم أقصد المرسى كما جرت العادة من عقود لم أتفقد مركبي، بل أنني لم أسحب حتى مجاديفي التي عادت بي وأنقدتني من هول العاصفة.
بل تركتها خارج المركب مشرعة
للريح
للملح
للتلف.
تركتها لتصير صديداً في حنايا ذاكرة.