ذات ليلة.. أقسمتم على الاعتراف رغم النكران والجبروت وفيما كنتم تخطون بشراستكم المعهودة.. أيقنتُ أنكم لازلتم تراوغون. تتهافتُ عليكم حفنة من الذكريات ربما الشكُ يأكل طبعكم اللئيم فبدون أدنى شك لم تتغيروا بعد.
بل زادت حدة العناد , و التكرار , والابتزاز , والهيجان , وأيضاً الهروب عند أمس الحاجة.
ففي الأولى تلك الأقفال المعشعشة في رؤوسكم.. متى ستفتح ؟. ربما لن تفتح أبدا.. ربما الصدأ الذي تراكم عليها من جراء الزمن.. أو تهتز عند سماع الآخرين و إلا سيأتي يوما وتكسر من غضب الطبيعة. أما بالنسبة للتكرار.. صرتم كالببغاوات المزعجة تقولون وترددون.. ومن ثم ترددون وتقولون.. في كلتا الحالتين لا سبيل من النجاة منكم إلا بأن تخطئوا بأرنبة مناقيركم وتلتقطوا حبوب السم بدلا من حبوب الفستق أو اللوز. وتستريحوا ويستريحُ منكم كل من ضربت طبول آذانهم حتى صاروا لا يفرقون بين التمديح والتمجيد.. فأصبحوا يغوصون في مستنقع الرياء وعندما تخاطبهم لا يسمعونك..لان الصمغ في أذانهم قد قطع الطريق وهاهم باقون صم” يتخبطون.
أما خربشة ابتزازكم قد أعمت بصائركم وصرتم تعكسون الصحيح وتُقَلّبوا الحقائق للأغراض شخصية وتنقموا على كل فكرة كان أساسها ثمرة النجاح.. فتبدأون بالابتزاز إلى أن تُكَفّرّوا أصل الفكرة.. تأخذونها ومن ثم تغيرونها وتضعوا فيها بعض اللمسات البغيضة..و بسهولة أصبحتم أنتم من ابتكرتموها.. بصراحة لن تجدوا من يعارضكم لأنكم أصحاب الفكرة.
أما بالنسبة للرابعة حقيقةً أنكم هائجون.. هائجون كالثيران تختلفون معها في التركيبة السيكولوجية فقط.. فهي تكره الأحمر..وأنتم تتلذذون أحمر اللون.
هائجون كالبحر الذي يفزع كل من على ظهره..المراكب والسفن.. تحاولون أن تُعرفوا بأنفسكم
_أنتم !! من أنتم؟. يزداد هيجانكم..تطمعون فتطمعون إلى أن تصلوا للمرافئ والشواطئ.. ومازلتم تُصرون على التواصل.. لا تعرفون الرحمة و قلوبكم صارت قاسية.. كقسوة الصخور يلطمها الموج يصفعها !!..فلا تبالي.. بل تقول هل من مزيد.
أما في الأخيرة شيء ما يحدث تعلمون أنه سيحدث.. إلي أين ؟ أشاهد سرباً من الحمام بل أسراب تهاجر.. إلى أين ؟ مرة أخرى أهو العطش , أهو الفقر , أهو الجفاف ؟ آم يا ترى هو الذلُ والاضطهاد.
تهاجر من الساحل إلى الجنوب مترددة في الشرق تحط في الغرب لتجد رزقها.. ما كان ينبغي أن تتنقل في أطراف البلاد.. والبلد تتمتع بخيراتٍ كثيرة.
إنها الطبيعة تُعبر عنها آيات من التحليق ممتلئ بالشجن.. فالشجنُ هو التعبير عما يحدث.. سيحلق , سيطير, سيفر الحمام, لأنه ببساطة لا يرضى بالسجون.. يطير من جديد عالياً فوق المباني والشركات والمؤسسات والثكناتِ أيضاً. يعلن رفضه الكامل.. فيرمي رفاته على ذاك المبنى ( اختلاسات ) على تلك المؤسسة (رشاوى ) على المكاتب ( محسوبية ) أيضاً على الثكنات.. ثمة اعتقالات تحدث !!
قد شعر الحمام بما يحدث من تجاوزات.. وما ذكر سابقاً قد أصيب بمرضٍ مستعصٍ يصعُب علاجه في هذا الزمن.
سيرمي من جديد.. هذه المرة سيختار السجون متسائلا !! لمن تبنى السجون ؟ ويرفرف عالياً معلناً فك القيود.. مؤكداً لكل من له قلب ينبض بالشفافية.. يدق بالعدالة.. يخفقُ للمساواة.. إنها الحرية !! ومن يعترض فهو مجرد شخص عدواني.. ناقص كنقص الأكمام التي توضع على الأفواه.. وجاهل كجهل من يعتقد أن زمن العبودية قد ولى.. فالعبودية للخالق جل في علا ه.. أمراً مفروغاً منه.. لا غبار عليه.. أمراً واجب التنفيذ.. غير ذلك يدخل في الشرك والعياذ بالله.
واستعباد البشر أمرا مرفوض وكما جاء في قصة عمرو بن خطاب.. كثيرا منا يسمع مقولة عمر بن الخطاب الشهيرة (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ) فالإنسان يخلق حر ويموت حر. بشرط ألا يخرج عن الشريعة والقانون المتبعانِ في المجتمع.
الظلم المتواصل والقهر الذي يبسط الأرض بالأشواك.
قالت:- مات الربيع..
قالوا:- ودفنت البراءة تحت مصباح الغدر والخيانة في إحدى الظلمات.. تعدى الأمر كل التوقعات.. أجل !! الناسُ نيام.. تعدى كل المستحيلات.. أفاق الناسُ من سباتهم لكن بعد فوات الأوان. قفز فوق كل الاعتبارات. على الطاولة مباشرة ً تقسمُ الغنيمة فيما بينهم.. يطردُ العدلُ خارجاً بل يُدفع إلى الأسفل.. وبعد خطوات ترمقُ نظرة بعلامة التأكيد والاحترام.. يجلس على الكرسي..يكاد لا يصدق.. ( انه القانون ) يأخذ من عنقه.. يئن سيدي ماذا عساي أن أفعل ؟ يُرّمْى أسفل الأقدام.. ويبْصَقُ عليه مرارا.. حتى عُرف بعد ذلك بالقانون ( الوضيع ) أو من يخطئ في النطق أو يتجرأ بأن يفتح موضوع تعدد الزوجات مع المصونة زوجته الجهورة..فيضرب ( بالجزمة ) يسأل الزوج.. أين الزوجة ؟
والله حرجانة قاعدة في حوش هلها.. تبقى المصونة شهورا في بيت والدها رافضةً طلب واعتذار زوجها مطالبةً إياهُ بدفع فدية للرجوع ( حديدة ذهب ) رجعت مع زوجها. الذي أخطئ يوماً في النطق. فعلى معشر الرجال أن يبادروا بطلب الحقوق قبل أن يقع الفأس في الرأس.. ( حقوق الرجل ).
فلا نغير الكلام وتبقى الحروف والكلمات.. شأنها شأن من يحب الانفراد والتملق..تُطبق بصيغة وتهجـئ بصيغة أخرى.. وتستمر آليةً عـــاطلة لا تصلح لأي زمان أو مكان.
الشمسُ تشرقُ تعترف تبوح.. وأنتم تصرون على الكتمان.. أعلم أنكم تعشقون الغروب وضوء القمر يشهد على ذلك.
مهلا !! من سيعاتبكم ؟ لا تعرفون معنى الصداقة.. لا تثقون بأحد.. الصحبة ككلمة تُمضغ أو تلتهم بين أنيابكم.. تتحول إلى قطع من دماء الأبرياء.. وفتات من اللحم صار هشيماً في أفواهكم اللعينة.
أتدري !! عيون سوداء قادمة تفزع الصغير والكبير.. لكن الظل يبقى السبّاقْ دائماً يتدخل في الوقت المناسب.. يجر وراءه وشاحه البريء.. ويخفي بعض الشغف وتظهرُ العاطفة بقطراتٍ تهمس عنان النجوى. ويصبحُ بعد ذلك عتاباً بدون عنوان.. كبيع المبادئ.. كسلخ الأقلام.. * لان الكاتب الذي لا يملك مبدأ.. لن يصبح كاتباً حتى ولو بعد ألف عام !!.
وهنا أستطرد جانباً..
:- يخفقُ القلبُ مرارا عندما نقرأ لكتّاب في زمن ما.. أُغتصب حقهم.. والاعتراف لم يكن منصفاً في حق زملاءهم الذين مازالوا على قيد الحياة.
وعن نفسي أغتصبُ أخر سيجارة.. وأقول:- لن يرضَ السابقون و لا اللاحقون ومن سيولد في أحشاء الغيب.