عبدالسميع عمر
صُدفُ الزَّمَـــانِ كثِيـــرةٌ وأهَمُّها لُقْيا الْحَبيبْ
قد تَرتجِي طولَ الْحياةِ لِقاءَهُ عَمَّا قَريبْ
ورِيَـــاحُ هَجرِكَ لم تَشَأْ إلَّا التَّفرُّقَ والْمَغيبْ
بَيْنَا ترَى الْيَأْسَ الْمُدمِّرَ طارِقًا بابَ الْقُلوبْ
والدَّمعُ يَهطلُ كانْهِمَـــارِ الْغَيثِ يَجتاحُ الدُّروبْ
والْقلبُ يَخفقُ كَارتِعاشِ الطَّيرِ في الْجَوِّ الرَّهيبْ
والْاۤهُ تَعلُو بِالصَّدَىٰ والْحَلْقُ يملؤوه النَّحيبْ
إذْ أنتَ في هَـٰـذَا تَذوقُ الْمُرَّ في الْعَيشِ الْكَئيبْ
بَيْنَا تَرَىٰ هَــٰـذَا وآفَـــاقُ الْغُيوبِ هيَ الْغُيوبْ
وتَسيرُ في سُبلِ الْأسَىٰ تَلْقَىٰ منَ الصُّدفِ الْعَجيبْ
وأراكَ تَنسَىٰ كُلَّ ما لَقِيَ الْفُؤادُ منَ الْكُروبْ
وتَظلُّ تَبْسُمُ كَابْتِسَـــامِ بَراءَةِ الطِّفلِ اللعوبْ
تَسْعَىٰ إِلَىٰ وَصلِ الْحَبيبِ وقدْ يَشاءُ لكَ النَّصيبْ
تَسْعَىٰ إلى اللقْيا كَمنْ قدْ عادَ مِنْ بَلدٍ غَريبْ
تَسْعَىٰ إلَيْهِ وقَد نَأَىٰ عن حُلْمِكَ الْحُلْوِ الْعَذوبْ
وبِجَــانِـبَـيْـهِ مُعرِضٌ وكَأنَّنِي بَعضُ الذُّنوبْ
أَمِنَ الْحَلالِ تُعذِّبُ الْقَلْبَ الْمُحِبَّ ولا تُثيبْ؟
أَمِنَ الْحَلالِ مَواجِعي ومَحازِنِي وأنا الْحَبيبْ؟
أَمِنَ الْحَلالِ تَصُدُّنِي؟ وتَقُـــولُ: لا لُقْيا تَطيبْ
مَنَعُـــوكَ عن وَصلِي وأَعطَوْكَ الْعُهُــودَ، فَتَسْتَجيبْ
وأنا الْمُحِبُّ تَخُــونُنِي وتَقولُ لِي الْقَولَ الْكَذوبْ
هَـٰـذَا خِتَــامُ قَصيدَتِي والشَّوقُ نِيــرانٌ تُذيبْ
كيفَ اصْطَفَـــاكَ الْهَجْرُ؟
والْحُبُّ
ابْتِسَـــــامٌ
لا يَغِيـــــبْ
أَبُـــو سَرِيٍّ الشَّـــاعرُ عبدُ السَّميعِ