إشبيليا الجبوري | ترجمة عن اليابانية أكد الجبوري
… تابع
الذي غادرناه من الحلقه السابقة٬ دعانا به إلى أمتلاء كيانتها في معرفة ما فقدت موضوعات الباليه من معارفها الاساسية أساسا. فلحظة حملها الفن كصورة للحكمة٬ أنفصلت عن لحظة البيان٬ كباقي الفنون في طرحها عام للحقيقة. بمعنى تفردها في ما تمثلة للخطاب عبر وظائف قدرتها في إنشاء قضايا المعنى٬ تحتم عليها أن تقلع منه٬ على أنقاض ما تفيد منها المفردات المألوفة (كقطيع) توجه المعاني بمفرداتها٬ بل أن تحررها الاحكام النمطية الصورية في قدرتها كصورة. بل حكلت بأسها لتصب أهتمامها على دراسة مجموع الثوابت الجمالية الخاضعة لتاريخ حمولات المعرفة ٬ لتاريخ العقل النمطي. فقه الجمال ولغة الفن للجسد والخطاب المسرحي الحيوي٬ لم تترك إليها منشأ على أنقاض الفهم العام والتاريخ المعرفي الجمالي٬ وتحليلات الثروات المعلومات المتغيرة٬ بل أخذ تأسس قيم معرفية جمالية حيثما لم تكن هذه توجد. أي بمعنى٬ أعتمدت المكان في الزمان الكوني٬ مبحثا شاغلا عن تركات حركاته الخفية٬ أي التبؤر في عمق الأخدود للأشياء؛ التي كانت تفصل بينهمام وما لها من أنعكاس في معرفة الأداب والعلوم في العهود السابقة٬ في التصنيف والتخصيص٬ والذي عبأت نفسها أن تملأ ضوضاء الأتصال المعرفي/ الجمالي. ما أخذت تتطور على موضوعات لها فقه ونحو جمالي٬ للوظائف التمثيلية للخطاب٬ من المكان ذاتهم من الأشياء التي خضعت لتاريخ البحث الطبيعي والإنساني٬ الذي ترك بصمات حقائقه للحكم على ما كنت تملأه٬ بعد مغادرة شاقة عن علاقة ما قد تم الانفصال منه٬ في مباحث الاحكام عن لحظة البيان. ان شئتم.
فإذا برز على عكس ما أرست عليه النزعة التقليدية٬ في تقوية أهدافها ودعاءمها الأقوى متانة في التحول الذي أصاب تكوينها في ترتيب الخبرة الجمالية المرتبطة بالأشياء المميزة والمؤثرة في إعادة إنتاج ثورة فنية جمالية٬ إذ تصوراتها خلقت من مبحث الحقيقة٬ منتج لتأملات المعرفة٬ في أنوجاد نفسها٬ إظهار ما قد يبدو للعيان في الصوت والحركة٬ ما يعطي من خلال أنطلاقها على الظهور؛ داخل المسرح وعوالم الفن التماثليم فيما تختلقه صورة للفكر المتوهم في نفسه من القدرة على ما تعكس خلاله من كيانية في أتصالها إليه.
أما عن التحولات التي واكبت أتساع٬ علويتها٬ الذي أصاب علم الجمال والمعرفة المميزة للفكر المتعالي٬ من أساسيات التقدم الفني في داراسات علم الجمال٬ وما بالإمكان من وصف وصفه٬ عن طريق النظر والرأي٬ والدراسة عن لحظتها العلمية الجمالية٬ من قوة تأسيسية عليها٬ حيثما كانت الأفهومية الكلاسيكية أو ما تظهره للعيان من خلال أنطلاقها للتمثيل بكيفية لا تنقطع فيها٬ وداخل تمثيل القيم الجمالية٬ أي أن تترك للتأملات زمانية معرفية ٬ غير معلقة٬ بل قوية في إبراز التماثل بالمقابل٬ عبر فضاء فلسفي في المكان؛ الذي أرست فيه النزعة الفنية اللائقة في آرساء دعائمها الأقوى ماتنة ورشاقة.
ذلك أن تحليل الإنتاج المعرفي/الجمالي٬ كمشروع أفهومي جمالي متعالي٬ متجدد٬ للإنفاق التأملي الجمالي الحيوي٬ تحديد دورها الأفهومي أساسا في تحليل العلاقة بين القيمة والجمال؛ رصد المعنى في تحديد دورهما؛ كما هو أن أفاهيمية الكيان الجمالي المرتهن٬ عضويا وتنظيميا٬ ورصد أدوات مناهجها التشريحية للمعرفة الجمالية المقارنة بالتمثيل.
وبالأجمال٬ أن زغلب الموضوعات المحورية “للقوة البدنية” للفنان/ـه ترصد التطلعات الناشئة٬ قوة مهارات مضافة٬ في تحديد دور الأخيرة٬ في تحليل وتوزيع الاسانيد الأقوى برهان “متانة” في منهج التشريح المقارن٬ ما تعد “البنية البدنية” تفسر كيف أن اللغة التعبيرية في تحليل البنيات الملاحظة في الأفراد قادرة على تقويم السمات الفنية الجمالية للأفاهيم عموما٬ بحسب الأختيار للنص٬ المعتمد٬ على تقوم عبره مقام سمات عامة بالنسبة للتفاوت المعرفي من جهة للعقل في المعنى٬ وكذلك بالنسبة إلى التصنيفات عن أجاناسها التشريحية المقارنه في الاتصال؛ علما٬ كان لفقه الرقص لأجل أن يوجد الأحكام الصورية للغة الجسر٬ في قدرتها على أنشاء المعنى؛ أو المصادر المؤهله في تمييز المعنى من الملاحظات في تحليل العلاقة بين القدرة والمقامات التماثلية القادرة في التنظيم المعلوماتي التي تفيد عن الفصائل/الفروع/ المفردات للغة المنتقاة أخذها في التخصص والمناهج للتأول والتشريح في التحليل والنقد.
فقه الرقص: لغةم له مفرداته الخاصة به؛ في تفسير البايلوجيا لها مقام سمات التأثير في المحورية للأجناس والفصائل والفروع للأشياء٬ والأثر الاجتماعي الثقافي في الحركة والتغيير٬ ليصب أهتمام التأثير على دراسة مجموع الثوابت الثقافية “لغويا” في السلوك العام والتاريخ الطبيي للمعنى وتحليل مخارجها المعرفية٬ بل وتأسس حيثيات لم تكن قد وجدت من قبل٬ أي التمكن على أشغال نبض المكان ٬ لما هو شاغر أصلات في الموضوعات الإبداعية والاتصال.
وبرز في فضاء الباليه٬ فضاء فلسفي متجدد في الاتصال٬ فيه من الموضوعات الجمالية محركا أساسيا٬ في تفكير العلائق مع الأشياء من تفكير فلسفي. فلحظة الحمل المعرفي٬ لحظة أنفصال وأتصال٬ ظاهري ومستترم معتمدة على لحظة البيان تفسيرها كمقاطع عارضة للاشياء العامة/كيانات/ موضوعها المعرفي التقليدي والجديد٬ ليظهر مكانها شكل العلاقة بصورة جمالية بين مبحث الاحكام والوجود المعرفي مكانيا في زمن صورتين متماثلتين ٬ لحظة الحكم من أتصال و أنفصال. لتفسح لنا المجال في معاينة الإشمالية في مسألة لحظة البيان المعتمد في حصرالعلاقة العامة بين المعنى الأصلي تاريخيا٬ والجديد في مبحث الأحكام ٬ لحظة التعيين الأول ولحظة الاشتقاق عبر الزمن.
وبذلك الباليه تؤشكل المكان والزمان من جهة٬ والأفهوم الجمالي المرتهن من جهة أخرى٬ والأثر على أعظم لحظة للتفكير الجمالي المعرفي والفلسفي المرتهن. بحيث أن يكون التساؤل عن طبيعة العلاقة الجمالية التي تهدف إيضاحه فنيا عن علاقات إنتاج المنطق الجمالي للوجود؛ سالكة بذلك سبيل الصياغة التمثيلية؛ والتي لابد أن يصادف فيها بشكل علم جمالي بيصغة الرياضة/ الهندسية/ لما تحت من مخاطر وأهمية فيما هو مألوف ومختلف في المعنى.
في حين الإشكال الأفهومي الجمالي المرتهن٬ المعبر عنه في الباليه هو العلاقة الدلالية بين المعرفة المتحولة بالدلالة بأثر زمني؛ فالباليه تغوص مكانتها الإبداعية في ضروب تدشين عملية الكشف عن البنية المسرحية في العروض٬ عملية كشوفات خلاقة لن تعرف في المسرح التقليدي ـ٬ وهو لا محالة سبيل صياغته كتماثل في الطرح والاشتقاق لأي موضع في العرض. بمعنى البالية قد تكون هي تعلن نهاية الفهم المسرحيم كنقطة شروع لأنفصالها٬ بالتدقيق والنظر٬ ومعيدة من جديد طرح موضوعات التأويل الأساسية ومناهجه. ومما لا شك فيه أن الإشكالية الأهم؛ التي كان من الضروري أن تطرحه أدوات منهجها على إطار تأملاتها الفلسفية في الجمال٬٬ هي مسألة العلاقة بين هاتين الشكلين اللذين اتخذتهما الباليه في منظومة تفكيرها الفلسفي الحديث.
صحيح أنه ليس من أختصاص المسرح في الأداء٬ نحوها٬ غير أن الإدلاء بالهدف؛ هو من الضروري يشكل تفكير فلسفي تدور حوله٬ أتخاذهما الأهداف في طرح الموضوعات القابلة والمعيدة في التأويل عبر المخالفة والموافقة والتغيير والتطوير٬ ما إذا كانت تلك العلاقة بالاهداف تتخذ من العلاقة إلى أنعقاد فيها من روابط ممكنة٬ أو بشيء من المكانة حول طبيعة أسسها الراهنةك لكن في مقدورها ـ الباليه ـ٬ تعيين المنطقة التي تسعى تلك العلاقة اعتمادها إلى صلة شراكة فيها٬ من حيث المرجعيات الادبية٬ والحيز المعرفي الجمالي؛ الذي ترمي به فليفة الجمال الحديثة؛ إلى أن تعثر فيها على وحدتها٬ وفي أي موضع من الأشياء الحيوية٬ كاشفة عن الثقافة الإنسانية وملابستها التأويلية في المعرفة ولغتها المنسوبة في طروحات الموضوعات التحليلية التي تعتمدها التخصصات في التفكير الفلسفي والجمالي أو العلاقة بين الشكلين في حيازتهما القابضة٬ من أجل أن تعثر فيه على وحدتها٬ وفي أي فرع أو أداة يصادف فيها إشكال منطقي أو جمالي في شروط تقبلاته.
وعادة ما تحصر الباليه أختصاص تطلعاتها في أهم المسائل التي يتخذها التفكير الجمالي والقيمي على التفكير الفلسفي٬ وفي أي المواطن المعرفية التي تكشف عنها ميادينها بشكل أرحب؛ أي أن الأفهوم الجمالي عادة ما يعين المنطقة التي تسعى إليها على إشكالية تعثر وحدتها في الحيز التمثيلي٬ الذي ينضم خلاله التجديد٬ إن شتم.
لأن الباليه كمعرفة جمالية للفن٬ يؤرخ لها الأنطلاقات الفنية الجمالية الجديدة في التعبير والتأويل عن الموسيقىم مما يمنح قوة معاصرة في المعنى٬ وليس فقط كمبحث مجدد في وحدتها وانعقادها للعلاقة بينها وبين الفروع الفنية الأخرى في أختصاص الصورة الفنية بالبحث في شروط وقبليات تشكيل الوحدة المعرفية٬ زمانيا للمعنى٬ و الأنطلاق منها مكانيا في تشكيل الطرح التمثيلي الموازي في الإدلاء بموضوعات التأويل الاساسية ومناهجه٬ إذا ليس بابحث وحدة متوقف على التأثير والتأثر٬ بطبيعة الحال٬ معتمدا إليها بالكشف شروطها في تقليب الموضوعات عن شروط القابليات الخاضعة تاريخيا إلى مشكل ما نصب إليها من ارتباطات في التفكير الفلسفي٬ عن الجمالم وعن العلاقة المنطقية في تشكيل الهيئات الهندسية والجمالية في أعتمادها التفكير الفلسفي.
بهذا المعنى٫ تستطيع الباليه تحليل شروط الأفهوم الجمالي التي سمحت بوجود الراهن يتغلغل في تاريخانية الجمال وطبيعة المعنى والتحليل للثروات المعرفية في إعادة إنتاج المكونات التأويلية٬ مدشنة أنطلاقا في كشف السبيل لأفهوميات الجمال٬ والمعرفة التي لم تؤرخ عن أنطلاقاتها ٬ بحكم تسترها في الكشف عن المعانيم وفقه ونحو مناطقها في تلك العلاقة الممكنة٬ لتودع بأنعقاد علاقة مع العلوم والزفكار والأراء في نسج ما تمرح به الأشياء من كيفيات منهجية٬ وحيزها القبلي الطي ينظم طبيعة تاريخ المعرفة التأويلية على وحدتها الناقصة/الكاملة.إن شائت ذلك٬ داخل فضاء لا شروخ فيه أو أنفصام. وإن كانت فيها تحليلات عروضية في التمثيل الموسيقي والمسرحي والشعري واللغة والأنظومات الثقافية في ثواتها المجتمعية المنسجمة والمتجانسة فيما تقدمه من تباينات خلاقة في وحدة المعرفة واتساعها٬ وهي تعالج ما عجز فيه العمق الجمال في باقي المعالم المعلوماتية من أختلال عميق. إن شئتم.
يتبع …..
المكان والتاريخ: طوكيـو ـ 29.03.22
ـ الغرض: التواصل والتنمية الثقافية
ـ العينة المستهدفة: القارئ بالعربية (المترجمة)