إشبيليا الجبوري | ترجمة عن اليابانية أكد الجبوري
… تابع
وبالعودة لما حاولنا إيضاحه٬ هو مكشاف؛ البحث في إطار الترجمة بين تأويل المعنى والهيمنة. بمعنى أن كشفها يحدد مساحات توسعها جغرافيا مذهلا في حملها من حدودها الضيقة٬ لتجد العلم المحايد الثقافي التلقائي “البرئ”٬ لم يكن كذلك كما هو معتمد في الثقافة التقليدية من جهات الأرضية والمواطئ الثقافية في قدم ماهيتها وحسب٬ بل أن العلم فتح الترجمة لدراسة حوليات الثقافة البريئة اللسانيات ـ في المضي قدم تفوق تأويل المعنى ٬ وبما أحيانا تفوق وأتساع مساة جغرافية الهيمنة٬ بحسب مساحتها الأصلية بعدد من فك الإشارات والجهات الأوالة في دراسة كتب التاريخ٬ عن الصناعات والموارد الباحثة عمن يشتري ثقافة بعض الاسلحة الثقافية لمن يدرس في مجال أبحاث غير متوفرة في مراكزهم البحثية أو الكليات الجامعة.
فتحت الترجمة نحو عصر التأويل تفوقا رقاعيا جغرافيا يعلو ستار الثقافة؛ ما برز خلالها “ثقافة قوة المخالب” نحو الهيمنة المبررة٬ ما جعلت ثمة “سيناريوهات” تتخذ من نوايا الترجمة تأويلات لمخططات الاستكشافات /شهية “عصر تأويل المستعمرات لاسواق”٬ حوليات التغيير للشعوب والدول وكتب التاريخ٬ معنى غير محايد ولا بريء عن المستعمرات٬ والأسواق/ مخالب المنافسة وتجديد الصناعات.
وتحت شعار دراسة ثقافات الشعوب٬ بحث أفهوم “تحسين أداء ثقافة الشعوب” والانتقال بها من ثقافة شعوب/بلدان مجهولة٬ إلى ثقافة “شعوب سالكة ـ الحضارة ـ والاخلاط مع ثقافات شعوب أخرى٬ أي فتح أسواق جديدة منافسة ٬ هنا تشرع الترجمة في كشفها نوايا الثقافة/ إظهار الاندماج تحت مخالب الثقافة/ الترجمة عن شعوب/البلدان “المجهولة”.
والجدير بالذكر٬ أن بث روح “الإيديولوجيا” وقفت على نوايا ومخططات التنافس٬ خلال رفع شعارات الثقافة كأسلوب من عصر الاستعمار المتجدد عن الكلاسيكي٬ وهذا ليس بمستنكر بمحاولا الكشف عن تأويل المعنى داخل أو خارج جهات الأهداف غير المعلنة٬ عبر الحفريات “مواد الثقافة الخام” وعن زبائن لها ولع جدد الـ”الإيديولوجيون” يتناولون صناعات الأفكار النادرة٬ خدمات المعرفة النادرة عن مستعمرات غير جديدة٬ من أجل تأطير نوايا الهيمنة في فرض ثقافة اللغة الدارسة٬ أو الخضوع لثقافة السلطة التي ينتمي إليها أو يعمل بخضوع من أجلها في بعض الاحيان.
ومن هنا برزت الترجمة من حيث مصدرا متفوقا ومذهلا حملها ظهور استدامة تأويل المعنى “دورة أعمالهم”٬ إذا بوادر الترجمة في تأويل المعنى هو التمييز بين ثقافة السلطة المهيمنة وبين سائر الثقافات٬ ومن هنا ظهر أيضا تحديد “مفاتيح/الاصطلاحات/الأفاهيم” كعمد مركزي في السلطة المركزية٬ لرسم كشافها لمعنى٬ وتختبئ ثقافة المخالب كما هو أختفاء الاسلحة في حوليات الامم والشعوب والدول تحت الهيمنة استعماريا ـ بالمعنى التقليدي ـ في النزاعات الكلاسيكية٬ أو في ترشيحها عند العصر الاستعماري الكلاسيكي.
ومن هنا ظهرت بشكل جلي مغامرة المفاهيم المركزية للسلطة العليا ـ من أجل فرض الهيمنة ـ طوق ثقافة الأفاهيم٬ وسياقات التماهي الثقافي٬ والتنازع الأفهومي؛ في تثاقف التصنيف والتمييز وسائر ما هو أظهر. بمعنى رسم سياسات معرفية يرد في ذكرها عن تأويل المعنى٬ أو مما يحاول العلم معالجته بشكل منهجيم لما تظهرة الترجمة والتبادل فرض مثل تتربص هذه التصورات.
قد لا يكون للترجمة لها هذا التصورات ـ بين تأويل المعنى والهيمنة ـ٬ غير إنها بتطور العلوم أخذ لها علاقات في محاولات فريدة٬ في تجديد منهجيتها الفاعلة٬ حافظة على ذكرهام لكنها ليست الوحيدة فيما نتعلم ونعلم٬ غير أن هدفها الأصيل٬ يتصدى لكشف زيف سلوك السلطات٬ وسناريوهات السياسات المعدة لمحاولات الهيمنة عبر تطبيقات العلوم وتطورها. أو زيف الأدعات بتمسكهم بالشعارات البريئة٬ وهم يتوجهون بزستراتيجياتها لاهداف لا علمية على الاطلاق٬ ولكشف بطلان فكرة الحياد العلمي مقابل الغايات السياسية التي تتمسك باطماعها بلباس الحماية العلمية.
فالترجمة كفلسفة لها حمرلات منهجية علمية حيادية. وفكرة التمسك الحيادي للثقافة توازي تماما ما نشهده في علاقة الثورة الذكية للعلوم وهي تتحول هذه إلى تقنية تقدم تقنياتها بين تأويل المعنى إلى خدمة للأفراد ودرجات غاية الاهمية في كشف أحقية العلم للإنسان٬ ثورة تأويل التقنية المتقدمة إلى سعادة صادقة تتصدى لإضعافهم أو تزييف مبتغاهم منها.
إي أنها فكرة تماثل بالضبط ما نلنسه في العلوم والأسواق والجغرافيات حين تتحول هذه إلى داعم لحريات الشعوب وتضامن ضد القوى الهدامة في بعض المواقف والسياسات من قراراتها.
لكن مما لا شك فيه٬ أن الترجمة تدفع ضريبة مبعثها العلمي٬ أو تقدم ثمن القيمين عليها أو المستفيدين منها واللاهثين في إثرها. من هنا لا يبدو غريبا على الإطلاق أن تترافق فترة إزدهار بعض مدارسها/ فضلائها من العلماء٬ ومنها في ـ مراكز الترجمة “تاريخيا”٬ التي أعتبرت مراكزا مهمة في التوسيع والهيمنة العسكرية٬ والانتشار الإيديولوجي… أولا ثم اللغة بأتجاه تحسين الاداء الثقافي٬ بكل حال نحو الشعوب ـ “ثقافة هيمنة و تهديم” ما تشهد إليه بع الاحداث البحتة للهيمنة ضحية الحروب والفقر والأمية والتفكك والامراض والجوع…إلخ. من هنا لا يبدو غريبا على الإطلاق أن تترافق المشاكل المتوحشة فترة بعض الممارسات اللانسانية في التأويل المعنى٬ خارج حقيقة أفهوم الترجمة ومنطلقها٬ باتجاه تأويلات المعرفة المتمدنة للحضارة.
وهذا لا يعني ذلك بمعزل عن وعي المثقفين وتوجهاتهم٬ أو العلماء بمن يخاطرون بهوية العلم الذي تزاوله تخصصاتهم ٬ عبر تأويلات واهية٬ تحت منصة ” مخرجات تأويلية العلم لها”٬ بل لقد عبر بعض المراكز ما نجده في سياسات برامجهم٬ عند وقعوهم ضحية هذه الترجمات الملتبسة بتأويلات لمعاني نائية بنفسها جفاءا الحقيقة باتجاه العلمية٬ إذ أرتضوا منها٬ أو عمدوا إليها إجبارا على التوجه في حقل الابحاث الخاصة٬ بتلك القوى أو سلطة سوق عن جهة نافذة. بمعنى٬ الأخذ بالنصوص في الإطار النظري لعلمهم في الترجمة٬ بل في حقل الإدارة الاستراتيجية للـ”تأويل” معربين عنها كـ(معنى مطلق). أي إخضاع فترة تداول الكلمات ما لها من أصدائ على أعتبارها (حقيقية) قابل السماح لهم بمزاولتها في إطار وضغ خياراتهم وخبراتهم ومعلوماتهم في خدمة نظام الهيمنة الإدارية للسلطة. واللافتة المعرفية للترجمة٬ يرمى عبرها كافة العيوب من أجل النيل مما أنيط بها تنطيم حياة الهيمنة على ثقافة الشعوب٬ وإخضاعها كثقافات مستعمرة “بالفتح”.
والملفت هنا٬ أن الثقافة العلمية للترجمة كانت جاهزة بكل حال من الأحوال٬ وأنيط الرامية بها إلى أن حمل الآخر بـ”الثقافات الهشة/ كما شخصها المستعمر (بالفتح)”٬ وما أتيت الأن إلى “الضحية الثقافية”٬ لا بد من أنتشالها إذا “”شفقة”.
وبهذا تكون الترجمة قد طعن في قيمها الأخلاقية من حيث منبتها٬ وهنا تقع مسؤولية المثقفين٬ مخاطرهم من الفهم العلمي الهش الذي يزاولونها ٬ أي الترجمة٬ في خدمة النظام “الأبوي” البطريركي على العمل والاجتهاد في التأويل للمعنى٬ ،ما قد أتت من المترجم والإداري والسلطة المهيمنة٬ للقيام بفعل شبه المثقف/المترجم المعلم/ برأيهم.
إذ أن تبنى تصورات تأويل المعنى٬ لابد من أن يتسنى على فواعل الترجمة أن يتسنى لها النظر إلى القيم المجتمعية لثقافات الشعوب والضبط الواعي للمعرفة السلمي والمأزق الذي وقع عليه داخله من مسؤولية٬ أو وعي المسؤولية الاجتماعية والاخلاقية العلمية التي ألزم على العمل في إطارها.
بحيث أن يتخذ من المعرفة العلمية إدارة متحكمة من إدارة سلطة الهيمنة “القوى” التي غالبا من ترمي بأحاينها في تسارع تنظيم الاستراتيجيات ومدايات سياسات تنفيذها كل ما يلزم تنطيمه من تأويلات المعنى والتوجه للعالم بثقافات تأويلية خاضعة للتوسع بها إلى رقاع وأصقاع جغزافية مجهولة٬ تفتش عبر الترجمة إلى غايات تأويل المعنى٬ وبالضرورة تعتمد أخضاع الشعوب عبرها٬ تدجين الإدارة العسكرية/القوة٬ التي ما زالت شعوب تعيش خارج المعرفة الحقيقية لطبيعتها الإنسانية٬ وقعت في تغير تاريخها وفقا للسطة المهيمنة٬ ما أوقعتها في أزمة دائمة ما ترضي السلطة٬ مكبلة دراسات وعيها ضمن ضمير ما آلت إليه “الترجمة/المترجم” من تأويل المعنى ما يشبع به شراهة المتسلط وهويته /المخالب.
وهذا بأختصار ما حاولنا الإشارة إليه منخلال هذه المقالة قوله. وأيضا التحفيز بكثير رلى القاريء من الدأب والعناية والدراسة والأخذ بإثبات الثقافة بدقة الدليل٬ من دراسات أهمية الشعوب في تراثهم ما يمس آبائهم وتاريخ من الضراء والسراء٬ ومن الاهتمام٬ بالكلمات والنصوص المنقولة (شفاهة أو تحرير) بالنقل.
مع الأخذ بنظر الاعتبار الى أهمية التقارب في التعامل الواعي مع إدارة المعرفة التي تؤهل حصاد الثقافات للشعوب بكثير من الدقة والحرص لم تحصد بعد٬ لا لتعزية الدراسات وعلماء الحفريات السيئة٬ التي تحاول من الدراسات اللسانية تعزز أتساع سيطرتها في التعامل بلا وعي مع إدارة اسغلال العلم لبث وتعزيز (ضعغ اآخر) ونزع إرادته من نتائج حياه المستقرة و الإيجابية.
وإذا كانت هذه المقالة لبحث فكرة ٬ ليست بالجديد٬ علينا المواكبة في أن لا نقف عند هذا الحد٬ فكل الدراسات تراعي الادبيات السابقة٬ وعلمائها في تطوير مؤلفاتهم٬ وتطوير آليات الوظائف التطبيقية في الترجمة٬ مؤكدين عنها إلى التزوع المباشر وغير المباشر في أهمية وابعاد تأويل المعنى٬ موكدين على أرتباط أي منها من الكلمات الكاملة والجزئية في الترجمة تعتمد نمط معين من المعرفة من السلطبة لأفهوم الهيمنة٬ كما أنها تقدم إسلوبا علميافي تطورية البناء والتفكيك في طبيعة آلية السوق والعلم المؤلف على شعوبها في تسويق ما أخذ منها ولونها الثقافي من ثمرات بحسب الأختياد والعدة.
بمعنى٬ أن التوضيح بذلك يعتمد بحسن الشفاء الذي يتسلح به المثقف عن نفسه٬ والتمسك بالعمل الثقافي بالارث القيمي والإرادة الحقة للمعرفة والموضوعات العلمية على أهميتها في الارادة قبل طمسها أو تغييرها أو تبديلها من التسليح على غرارها ٬ والعناية بالثقافة ومثقفو الترجمات حال أعلنوا أن التمسك بثقافتهم وشروط تلاقح حياتهم من خلال المزيد من تلاقح الثقافت المتعددة للشعوب٬ أن يتمالك الوعي بشروط حياتهم الثقافية٬ وهذا التمسك لا يعني من أجل البقاء بقدر ما يكون تلمس المراحل الدنيا من العلو بها من التسلط أقتصاديا و تنظيميا في التأويل عند النقل وأثرها على المستوى الكلي للإنسان.
والأكثر جدارة أهمية٬ هو الحفاظ على نوع الأصالة في الترجمة ونوع المعرفة الجديدة المضافة٬ القيمة الكلية للحياة العامة٬ التي لابد منها لتقبل الأنتقال بشروط الموضوعية والنقل بوصفها الأفكار الجديدة لأخيه.
وأن يجعل من إرداته حسن الاختيار في المعنى للنقل٬ مؤكدا شروط ارتباطها بدقة المعنى٬ موضحا بذلك ذهنية ـ المترجم ـ عن أصحابها ـ٬ لتصبح الترجمة من منتج معارفه المنضبطة/ الفوضى/المقلوبة بهشاشتها. وأن ترتكز أبعاد المكانة في تحفيز الممكنات على إظهار روحية الدليل والقطع المعرفي للمتلقي على مرونة المصطلحات واتغماسها في حياة الشعوب وثقافات المساحات المختلفة بين ما هو مطروح ومنقول أو مسموع٬ أن صح القول. وكذلك مد أهمية العون في الكشف عن الزيف لأي علم غير محايد٬ أو تأويب غير منصف ٬ يراد خلاله الزي والتنكيل للمنطلقات اللاموضوعية من أجل إظهار أو بروز التكييف عبر تأويل المعنى من أجل الهيمنة.
وأخيرا٬ أقدم الشكر والتقدير لإدارة الموقع (الطيوب) على سعتها الثقافية٬ وجهدها الكريم ما تتيحه لنا من لقاء مع القاريء المحترم. أكرر الشكر والثناء إلى فريق عمل الموقع في التصميم والتنظيم٬ ورئيس التحرر الموقع المحترم على حرصه بالدعم الثقافي الملتزم.
المكان والتاريخ: طوكيـو ـ 19.03.22
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ الغرض: التواصل والتنمية الثقافية
ـ العينة المستهدفة: القارئ بالعربية (المترجمة)