لطيفة الشابي | تونس
يخبو ندائي وقد ضجّتْ به الطرقُ
أمشي على وهنِ الآهاتِ أعتكفُ
قد ضِقتُ ذِرعا وذي الأوهامُ يُوقظها
صليلُ قلبٍ بذات الصمت يرتجف
وفي ظنونك أصفادٌ مغلّقةٌ
ما خلتُ يوما مع أطيافِها أرفُ
بيني وبينك أحلام مُصدّأةٌ
وكلُّ أوردتي أصابها الوجفُ
بيني وبينك شيء فاقَ موقظه
لو جارني لحظا ما كنتَ تنكشف
قل للمواجع ذاك القلب ما اتعظ
من كثر ما ارتشفتْ قدْ ملّها الشغف
قد جابهُ الشوق لكنْ ما يفي اسفي
إذْ نابه الإثم والأضدادُ والتَرَفُ
ظلّت رؤايا تنادي الآهَ صادحة
حتى تناهتْ بنا الآهات والصُرُفُ
قد أُجِّجتْ فِيِّ نارا كنتُ أُهْمِدُها
وأوْهَنُ بَيْت ما هَمَّهُ التَلفُ
عِبْئا يردده صمتي وينهشُني
بين الأضالع والحشى، جَوَى أصِفُ
وعُدْتُ دُونِي أسيرُ الليلَ حافيةً
والصامدون لذاك العودِ قدْ ألفوا
آه رسمتك في الحشا وأوردتي
وكم رسمتك حين الذنب يُقترف
منّي ذَرَفْتُكَ في حِينِي وأجمعني
وهل سَأدركُ كم جابتْ بنا الصّدفُ
بتُّ على الجمر لمّا فار موقده
وقد تذمّر علّ صابهُ الزهفُ
غدا كما الغصن لمّا لظّه اليبسُ
وقد بدا وهما حكتْ به الصُحًفُ
تَهوي على جُرفِ المُشتاقِ أوْدِيَتِي
فكنتُ روضا بعطر الزهر يتّصف