عن دار مرفأ للثقافة والنشر في بيروت، صدرت مؤخرا رواية “مدائن الرب” للروائية السورية هند زيتوني. تقع الرواية في (184) صفحة، موزعة على أربعة فصول وهي: الانتفاضة، والحرب، ونون النسوة، والحصار.
اعتمدت الرواية على العناوين الداخلية لبناء البنية السردية فضم كل فصل مجموعة من العناوين، فجاء الفصل الأول بسبعة عناوين، والثاني ثمانية عناوين، والفصل الثالث خمسة عناوين، وأما الرابع فتألف من ستة عناوين.
توجه هذه العناوين دفة السرد بما تحتويه من مشاهد جزئية لم تلتزم فيها الكاتبة التتابع الزمني التاريخي، فكانت حرّة في اختياراتها المشهدية لتؤلف منها روايتها للأحداث، ولتتمكن من معالجتها لبعض الأفكار المتعلقة بالمسألة السورية منذ اندلاع الثورة عام 2011، وما آلت إليه الأحداث بعد ذلك حتى نهاية عام 2015.
تظهر في الرواية كثير من تشابكات المشهد السوري المعقد، داخلياً، وعلى صعيد المنفى من خلال القصص الإنسانية التي تقدمها الرواية، ومن خلال ما ناقشته من أفكار تتعلق بحياة مجموعة من الأشخاص الفاعلين، وتبدو سوريا في الرواية كأنها “ديستوبيا”، نالها الدمار المادي لبنيتها الجغرافية، والدمار النفسي الذي لحق بناسها.
بالمقابل يبدو الحل لدى بعض الشخصيات الروائية في الاغتراب والخروج من سوريا، فهاجر بعضها، وتمناه آخرون دون أن يستطيعوا تنفيذه، في حين عزم على تنفيذه غيرهم، حيث انتهت الرواية بمشهد رحيل أحد الشخوص، مغادرا سوريا. هنا تبدو معاناة أخرى للسوريين الهاربين من جحيم الحرب إلى مجهول البحر، فيتعرضون للموت غرقاً، لكنهم ما إن يستقر بهم القرار في أحد بلدان أوربا حيث يشعرون بمتعة الحياة والحرية، وبأنها بلاد القوانين، وكأنها بلاد “اليوتوبيا” بعيدا عن تلك الفوضى التي خبروها في بلدهم الأصلي.
تأتي هذه الرواية لتكون الرابعة في قائمة روايات هند زيتوني التي كتبت إلى جانب الرواية الشعر والقصة القصيرة والمقال السياسي والنقدي الانطباعي، ولها بعض الجهود في الترجمة من العربية إلى الإنجليزية، وتنشر نصوصها في كثير من الصحف والمجلات العربية حول العالم.