الذاكرة الليبية
خرج من أزقة بنغازي القديمة.. يبحث عن أنغام في الذاكرة الجمعية.. ليستلهم نبض الهوية في مشاعر وأحاسيس الناس.. لامست أصابعه الأوتار.. وأطرب بصوته الشجي أسماعنا.. محافظا على روح الأغنية الشعبية فحققت أعماله نجاحا كبيرا..
برز اسم رمزي اشهوب على الساحة الفنية من خلال أعمال محلية أصيلة تحمل جينات الحداثة مع المحافظة على أصالتها الليبية..فبمجرد الاستماع إلى إحدى أعماله الفنية المتنوعة نكتشف مدى الموهبة التي يتمتع بها في أدائه..
انتشرت أغانيه في أوساط الشباب ومتذوقي الفن الشعبي وهو يصدح بنكهة بنغازية ويحاكي أوتار آلة القانون التي لامست شغاف قلبه وصارت رفيقة مشواره الفني..
ورغم انتشار أغاني الراب والأغاني ذات الإيقاع السريع إلا أن الأغاني الشعبية لا تزال تحتل مساحة واسعة من ذائقة الناس الذين يقبلون على الحفلات الشعبية في مناسبات الأفراح بكل بهجة.. وتظل هذه الأغاني هي الأقرب إليهم..
ولد الفنان رمزي فرج اشهوب الكوافي عام 1973م بمدينة بنغازي التي انصهر فيها السكان من شرق البلاد وغربها وجنوبها.. هذا التنوع خلف تراثا ثقافيا ماديا وغير مادي أضحى منبعا ملهما للكتاب والشعراء والفنانين وشهدت المدينة انطلاقة الأغنية الشعبية ( المرسكاوي ) على يد روادها الذين عبروا عن الوجدان الشعبي وفي مقدمتهم علي الجهاني واحميدة درنة وعبدالجليل عبدالقادر..
وكان من الطبيعي أن يتأثر الفنان رمزي اشهوب بهؤلاء الرواد.. بعد أن تشبعت ذائقته الفنية بالألحان النابعة من البيئة المحلية التي كانت تتردد في المناسبات والحفلات الغنائية..
وعن تجربته في الأغنية الشعبية يقول الفنان رمزي اشهوب: (اخترت اللون الشعبي لأنه اللون المقرب للذوق العام في ليبيا ولان الأغنية الليبية أساسها هو الأغنية الشعبية التراثية وكذلك حبي للتراث جعلني اتعلق بالأغنية التراثية وليبيا بلد كبير ومتعدد الثقافات والإيقاعات ومتعدد النغمات..).
وبدأ الفنان رمزي اشهوب مسيرته الفنية من خلال الأعمال الغنائية التي قدمها في عديد الحفلات الغنائية.. ويعتبر واحدا من الفنانين الشعبيين القريبين إلى الذائقة الفنية المحلية..وقد ساهم مع آخرين من جيله في نقل الأغنية الشعبية من مرحلة الأغنية الكلاسيكية التي كانت سائدة في الحفلات الشعبية إلى مرحلة حديثة تهذبت فيها الأغنية الشعبية وتطورت كلماتها مع تطور الألحان الشعبية على يد جيل من الملحنين عملوا على تطوير الجملة اللحنية وفي الوقت ذاته حافظوا على أصالة الأغنية وانتمائها للبيئة المحلية.. كما تميز الفنان رمزي اشهوب بانتقائه للأعمال التي يقدمها وحرصه على تقديم أروع ما يمكن من الأغاني الشعبية..
وفي رأيه حول مسيرة الأغنية الشعبية يقول الفنان رمزي اشهوب:
( يعتبر سي علي الجهاني وسي محمد درنة أبرز المجددين في الأغنية الشعبية وبعد ذلك جاء الراحل عبد الجليل القندوز وسعد الوس وسيف النصر…ثم مرحلة احميدة بونقطة وابراهيم الصافي ولا ننسى الملحن الكبير احمد الامين الذي عاصر كل هذه المراحل وقد كان له دور كبير في اثراء الأغنية الشعبية بعدد كبير من الألحان التي أصبحت تغنى في الأفراح..
من أشهر الأعمال الغنائية التي قدمها الفنان رمزي اشهوب:
أغنية مالك وماله كلمات علي بوعجيلة وألحان رمزي اشهوب
أغنية دايا من بنت الليبية من كلمات علي الجهاني وألحان رمزي اشهوب
أغنية نحكي جد محتاجك حبيبي من كلمات سالم القماطي وألحان رمزي اشهوب
أغنية سكر بابه من كلمات علي الفيتوري وألحان رمزي اشهوب
أغنية ياعين كثرتيه مشيك شوره من كلمات خليفة بن صريتي ولحن شعبي قديم..
أغنية شيلوها معاكم من كلمات عيسى موسى وألحان رمزي اشهوب
وغيرها من الأغاني التي قدمها الفنان رمزي اشهوب للساحة الفنية الليبية بمشاركة بعض العازفين ومنهم عازف الأكورديون الراحل فرج الاصيبعي وضابط الإيقاع شريف رسلان وعازف الدف نوري الشيخي وعازف الأكورديون الشهير خليفة ميلاد وعازف الكمنجة نوري السراوي وعازف الكمنجة مصطفى الإسكندراني وعازف الأرج فتحي العبيدي وغيرهم من الموسيقيين الذين ساهموا في الحفاظ على الهوية الليبية من خلال اللحن الشعبي المتوارث..
المصدر:
مقابلة شخصية مع الفنان رمزي اشهوب بتاريخ 1. 11. 2024
.