دخيل الخليفة | الكويت
فرَسٌ تسْتفزُّ دمَ الليلِ، تقفزُ من وترٍ نحوَ آخرَ، في صحْوِها أتفتّتُ، في نومِها سأهاجرُ جمْراً يذوبُ بماءٍ ليوقظَ جَنّتهُ، والمعاني أهازيجُ بدوٍ ببيدِ التفاصيلِ هامُوا.
فرَسٌ في البياضِ تغطُّ، لها عنُقٌ جامحٌ ولها فرْقدانِ، أنا حضنُها وهْي قلبي المجنّحُ، تسرقُني من فمي لتُضيءَ بيَ الوقتَ، صحْوٌ، نجومٌ تُغنّي، جُذاذاتُ شِعْرٍ، غيومٌ نيامُ.
رقصتْ كي تروّضَني في مساءٍ من النارِ يلتَهمُ الثلجَ في خدَرِ الروح “خذْني فقدْ ملكتْني يمينُكَ مذ شمخَتْ قامتي بينَ عينَيكَ” كانتْ تُدندنُ، والسرُّ يخلعُ أثوابَهُ، نجمةً نجمةً، وأنا ملِكٌ مُستهامُ.
جسدٌ يكتبُ الدفءَ بين حروفِ الأساطيرِ، يغْوي المساءَ العَصيَّ بفاصلةٍ من قميصٍ تهدّلَ من عطشِ الغمْدِ، هذا جموحٌ يُراقُ على دفترِ الوجْدِ، هذا هشيمٌ بمجمرةِ الوجعِ الأنثوي، كأن المسافةَ همسٌ، كأن الكلامَ فضولٌ، كأن الدقائقَ بدوٌ سهارَى تبخّرَ آخرُهمْ قبلَ أوّلِهم ثمّ غاموا!
تقولُ: عشقتُكَ قبلَ بزوغ القصيدةِ في شاشةِ البوحِ، قبلَ حروفِكَ في متْحفِ الصبْح، قبل التماعِكَ في حدَقاتِ الأميراتِ، يأتي خيالُكَ من شرْفةِ الشِّعْرِ يطبعُ في وحْشتي الدفءَ، ما بينَ روحٍ وروحٍ يطوفُ الحَمامُ.
لا تخُنّي ـ تقولُ ـ وخذْ من مزاجي قوافيكَ واغرقْ بدمعِ الوداعِ، وخذْ خصلةَ الفيضِ ذكرَى تحفُّكَ في هدْنةِ الوقتِ، أنتَ أسرْتَ الحواسَّ، تسرّبْتَ من غفوةِ الماءِ في الروح، فارتعشَتْ فضةٌ في سريري، وخبّأَني في سَماكَ الغرامُ.
فرَسٌ تكتَسي دهْشَتي، ومساءٌ يمارسُ نزْهتَهُ..
والسلامُ.
النص من ديواني (ورد أسمر يملأ رئتي) الصادر عن دار (الرافدين) ومنشورات (تكوين) في طبعة مشتركة عام 2023.