دليلك الإرشادي لكلمة المرور
رقية العلمي (فلسطين)
قصة للأطفال
رسومات سما وزينة قواس
تقول الأسطورة إنه وفي إحدى الممالك القَديمة كان الملك يسكن قصراً منيفاً، عددُ غرفه أربعين. وبعد زواجه جاءت إلى القصرِ أميرة جميلة استقبلها بفرحٍ وحبّ وتجول معها في القصر الكبير، وسمحَ لها أن تفتح وتعيش وتتجول في كل أروقة المبنى الكبير الضخم إلا الغرفة الأربعين، فهي مغلقة ولا يمكن فتحها. وافقت الأميرة مجبرة ولكنها لم تكتفي بحدائق القصر ودهاليزه وغرفه التسعة والثلاثين، ولكن جلّ تفكيرها وحب الاستطلاع والفضول جعلها تعيش في محاولات يومية تساعدها على فك لغز الغرفة المغلقة وفي طريقة للدخول إليها، لكن كلّ محاولاتها باءت بالفشل لأنّ مفتاح الغرفة ولغزها موجود فقط مع الملك الذي احتفظ به سراً.
وهذا ما يحدث معك وأنت تستعمل جهازك الخلوي )الموبايل( و حاسوبك الشخصي ( الكمبيوتر)، كذلك (الآيباد) و )الآيفون (؛ فإن المعلومات مغلقة تماماً مثل الغرفة الأخيرة في القصر الملكي ولا يفتحها ويغلقها بإحكام سوى كلمة السرّ الخاصة بك.. وكلمة المرور أَوْ كلمة السر والتي اعتدت أنت وأصدقاءك بتسميتها عن اللغة الإنجليزية [الباسَ وورد] (password) من هذه النقطة وحتى نهاية السياق سأتفق أنا وأنت على تسميتها بكلمة المرور…..
كلمة المرور على حاسوبك الشخصي أوْ على هاتفك الذكي أو عَلَى بريدكَ الإلكتروني أو في ألبوم صورك المخزن على الكمبيوتر مهمة جداً لحماية المعلومات الموجودة على جهازك التي تعتبر شخصية ولا يجوز لأحد الاطلاع عليها إلا بإذنك، ومن الضروري عدم إفشائها وأن لا تكشف عنها للغير إلا لوالديك وأخيك الكبير….
قد تعتقد بأن كلمة المرور أو كلمة السرّ هي كلمات مستحدثة ولدت مع ميلاد جيل الأجهزة الذكية التي غزت العالم، لكن كلمة المرور ليست جديدة فأول كلمة مرور في القصص القديمة هي الكلمة التي قالها علي بابا في القصة المشهورة “علي بابا والأَربعين حرامي” وهي من أشهر حكايات ألف ليلة وليلة، كلمة سمعها بالصدفةِ من عصابةِ اللصوص، فحِينَ قَالَ” افتح يا سمسم” فُتح بَاب المَغَارة فتمكن علي بابا مِن الحصول عَلَى الكنزِ المخبّأ فيها…
وكلمة المرور على جهازك هي تشكيلة من الحروف الأبجدية والأرقام والرموز، ولكلمة المرور شروط فأهمية الكلمة للحفاظ على المعلومات الخاصة بك وبجهازكَ لذلك قامت مؤسسات الكمبيوترِ بوضع شروط وَقَواعِد لكلمة المرور متفق عليها عالمياً ورسمياً..
لذلك توخى الدقة والتركيز عند إنشاء كلمة المرور ويجب أن تنتبه إلى أنّ محتوياتها لا علاقة لها بمعلوماتك الشخصية مثل رقم بطاقتك المدرسية، أو رقم هاتقك واسمك… فبدلا من ذلك ولتكون كلمتك المرور قوية استخدم مزيجا من الأحرف، والأرقام، والرموز. على سبيل المثال: يمكنك اختيار كلمة أو عبارة عشوائية وإدراج الأحرف والرموز والأرقام في البداية والوسط والنهاية ليصعب تخمينها، وتجنب استعمال الأرقام المتسلسلة مثل ١٢٣٤٥ أو تسلسل الأحرف الأبجدية مثل أَ ب ج….
استخدم كلمة مرور مختلفة لكل حساب من حساباتك مثل بريدك الإِلكتروني وَحَاسوبك الشخصي. إنّ إعادة استخدام نفس كلمة المرورِ عَلَى أَجهزتك المختلفة أَمر غير مُستحبّ. وَفي بَيَانات كلمة المرور تجنب استخدام المعلومات الشخصية أوْ أية معلومات حقيقية تخصّك، مثل: اسمكَ، وظيفة والدك، واسم مدرستك أو ميلادك أو تَاريخ ميلاد أحد أفراد أسرتك أو مَا شَابهها واستخدم كلمة مرور لا تقل عن ٨ خانات على الأقل، ويفضل أن تكون معقدة بحيث تتكون من حروف وأرقام وبعض الرموز، مما يصعب اختراقها…
وهناكَ على أنواع البريد الإلكتروني المختلفة والمواقع المتعددة، وَعند إنشاء حسابٍ خاص بك فإن هناك نسبة مئوية تدلك عَلَى مدى قوة كلمة المرور التي ستسعملها بحيث يعلمك الحاسوب بأن كلمة المرورالخاصة بك ضعيفة، أومتوسطة، أوقوية أوقوية جداً، مما يساعدك عند استحداثها.
وهذا جدول الأرقام والرموز وبعض إشارات العملات الدولية أذكرك بها لتتمكن مِن استعمال بعض منها عند إِنشائك كلمة المرور:
الأرقام.: 0 1 2 3 4 5 6 7 8 9
رموز وإشارات: : ; < = > ? @ [ \ ] ^ _ ` { | }
الأحرف الصغيرة: a b c d e f g h i j k l m n o p q r s t u v w x y z
الأحرف الكبيرة: A B C D E F G H I J K L M N O P Q R S T U V W X Y Z
الأحرف الأبجدية العربية: أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض طـ ظ ع غ ف ق ك ل م ن ه و ي.
رموز بعض العملات العالمية: $ € £ ¥
مِن المهم أن لا تُدخل كلمة المرور أمام أي شخص كان، ولا تجعل أي شخص يقف جانبك أو وراءك أثناء إدخال كلمة المرور، ولا تحاول أن تعرف كلمة مرور أصدقائك احتراماً للخصوصية.
كذلك كن حذراً فلا تغادر جهازك الشخصي إطلاقاً دون أن تقفله (lock the computer) أو عندما تخرج منه (Log off).
لا تدون كلمات المرور عَلَى جهاز الكمبيوتر أو على جهازك الخلوي .. ولا تذكرها على الهاتف وانتبه إلى المكان الذي تُخزن فيه كلمات المرور التي تسجلها أو تكتبها… ولا تُرسل كلمة مرورك عبر بريدك الإلكتروني أو بِطلبٍ من بريد إلكتروني إِلا عندما تتحقق من الموقع الذي تتراسل معه؛ فأحياناً كثيرة تطلب منك بعض المواقع عند التسجيل كلمة المرور، فلا تُرسلها ما لم تكن متأكداً من الموقع… ولا تعطِ كلمة المرور لأصدقائك (بخاصة الأطفال منهم) وللحفاظ على معلوماتك عليك تغيير كلمة المرور بشكلٍ منتظم…..
[سما طفلة صغيرة عمرها ست سنوات تسكن في دولة الإمارات العربية المتحدة في مدينة دبي، وتمضي عطلة الصيف في عمّان عاصمة الأردن، تهتم كثيراً بكلمة المرور وتُخبِئ بيدها لوحة المفاتيح لئلا يراها أحد المسافرين في الطائرة أو في المطار أو أي أحد يجلس بجانبها في السوق أو حتى في ساحة البيت عند اللعب مع أقرانها الصغار… في المخيم الصيفي في عمّان تعلمت هي وأختها “زينة” ذات التسع سنوات الكثير من المهارات المتعلقة بالبريد الإلكتروني والأجهزة الذكية والتصوير الفوتوغرافي بالموبايل…ولأهمية استعمال كل هذه الأجهزة بشكلٍ صحيح يهتم التربويون العرب بهذا الموضوع حتى يتعلم الأطفال استخدامها بشكل علمي ودقيق].
تذكر دائماً بأن هناك عشرات الآلاف من الأطفال والشبان والشابات في العالم العربي لا تساعدهم ظروفهم المادية على اقتناء أجهزة خاصة بهم لذلك يلجأ هؤلاء إلى مقاهي الإنترنت أو مراكز توفر هذه الإمكانيات مثل السايبر والمراكز والنوادي المخصصة للشبيبة العربية.
ضمن هذا السياق، هل تذكر قصة علاء الدين والمصباح السحريّ التي وردت أيضاً في حكايات ألف ليلة وليلة؟ هذه القصة التي أُعجِب بها كل أطفال العالم خاصة عندما خرج المارد من المصباح ووقف بين يدي علاء الدين يقولُ له “شبيك لبيك عبدك بين إيديك”.
وكما مررَ علاء الدين يده وفرك المصباح السحري فظهر له ماردٌ يحقق لهُ كل أمانيهِ… فأخرجهُ من الكهف ومعه الكثير من الكنز والمال… وأنت كذلك كم تشبه علاء الدين فعندما تمرر يدك على جهاز ِ قفل الكمبيوتر لتدخل إلى العالم الخاص بكَ أو تمررُ يدك لتفك مفتاح شاشة هاتفك الذكي حين تدخل إلى الشاشة التي ستوصلك إلى عالم فيه كنز من المعرفة مِنْ خلال محركات البحث. كما كنز علاء الدين!! لكن انتبه هناك شيء مهم فأنت لا تستطيع وأنت في هذه السن الصغيرة أن تميز الصحيح من دونه لذلك وجب عليك الاعتماد على والديك فهناك حقوق للأبناء على الآباء وواجب كبير فمسؤولية الوالدين مهمة في إرشاد الأبناء حول استخدام الأجهزة الشخصية والدخول إلى المواقع الاجتماعية، حيث يحرص الأهل على مصلحة الأبناء في هذا العالم الواسع الذي قد يُدخلك على مواقع لا يحبذها الأهل؛ لذلك يجب التحدث مع والديك أو أحدهما حول كلمة المرور الخاصة بك عند اختيار كلمة المرور وأن تحترم رأيهم وتسمح لهم من وقت لآخر الدخول إلى جهازك الكمبيوتر لتصفح أسماء المواقع التي تزورها. إن السماح للأهل بالمرور إلى بياناتك يحميك من ذوي النفوس الضعيفة وأوافقك الرأي أن هناك أشياء مهمة ومفيدة في عالم التحريك والبحث و(الغوغل) ولكن هناك أيضا في بعض المواقع معلومات قد لا تكون دقيقة وقد تؤثر سلباً على معلوماتك ونظرتك لأمور الحياة؛ لذلك رأي الأهل وتدخلهم ضروري في هذه المرحلة للتأكد من أنك تواكب العادات والتقاليد العربية والتي لا تتوافق مع ما تنادي به المواقع المختلفة عن ثقافتنا ومفاهيمنا.
وأخيراً إن قام والداك باستخدام كلمة سرّ على بعض القنوات الفضائية على التلفاز أو على بعض المواقع السلبية على حاسوبك الخاص لا تتضايق فإن ما يفعله أبواك هو للأمان والخصوصية وحماية لك؛ حيث انتبهت القنوات الفضائية إلى أهمية ذلك فأمّنوا خدمة استعمال كلمة سرّ يُنشئها الأهل لحجب قنوات فضائية لا تتناسب سياقاتها والقيم العربية كما إنها لا تتوافق مع أفكار صغار السّنّ مما يكون له أثر سلبي على الأبناء؛ لذلك تفهم الأمر لأن المراقبة هي لصالحك وصالح إخوتك…
كما إن تحديد الساعات التي تستخدم فيها الكمبيوتر جديرة بالاحترام من قبل الأبناء للآباء فيجب أن يكون هناك قيود للتحكم في الوقت خوفاً من أن يؤدي جلوسك لوقت طويل إلى الإدمان على الأجهزة الذكيه وقد يؤثر على حياتك الاجتماعية مع الأهل والأصدقاء وتذكر بأن والديك لهم الحق عليك بأن تجالسهم وتتحدث إليهم فلا تدع الأجهزة تأخذك بعيداً عنهم… إن التعلق بمثل هذا، إنما قد يبعدك عن التمتع بجمال الطبيعة ورياضة المشي واللعب في الساحات والحدائق العامة والمطالعة والرسم وغيرها من الهوايات المفيدة كما أنّ المشاركة في برامج العمل التطوعي تجعلك مواطناً صالحاً في محيطك الصغير ورجل مستقبل ناجح في وطنك الكبير.
المراجع:
ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
windows
جامعة اليرموك
Microsoft office
/support.office.com
[i] فلسطين