العيدُ حلوٌ طعمُه ولذيدُ
فيه السعادةُ كم تطولُ وتكبرُ
في كلّ طفلٍ تستفيقُ طفولتي
ويعود لحنٌ معشبٌ مخضوضرُ
فأنا الكبير وما أزال صغيرا
قلبي يدقُّ و بالطفولة يعمر
لله درُّ العيد كيف أعادني
لطفولةٍ فيها الهوى لا يُضمر
ألقُ الطفولةِ ما يزال بأعيني
كالبرق يُومضُ قد تراه ويظهر
ما بالُ غيري لا يراه كما أرى
والعينُ تبصرُ ما أراه وأبصرُ
كم مرَّ عيدٌ ثم عيدٌ قد مضى
وطفولتي تبقى وعمري يكبرُ
إني رأيْتُ طفولتي بطفولةٍ
تمشي أماميَ في الطريق وتعبرُ
في بسمةِ الاطفالِ ألقى بسمتي
وأرى عيونيَ في عيونٍ تنظرُ
نغفو وفي العينين منا فرحةٌ
كانتْ وظلّتْ في فؤادي تخطرُ
تأتي إليّ بكلِّ عامٍ مرّةً
في العيد تأتي بالبشاشة تظهرُ
كنّا إذا ألقى الظلامُ رداءَه
وأتى الصباح بزيّه يتبخترُ
نمشي على الطرقات مشيَ غضنفرٍ
وبكفِّ واحدِنا السلاحُ يزمجرُ
أثوابُنا مازلتُ أذكر لونَها
لا لونَ إلا حاضرٌ مُستنفرُ
لونُ الربيع يُطلُّ في أثوابنا
لونُ الربيع مُزركشٌ ومُعصفَرُ
الياقةُ الحمراءُ لو أبصرتها
لحسبْت أنّ الخمرَ منها تُعصر
وعلى الثياب حدائقٌ لا تنتهي
لا شيءَ إلا مُزهرٌ او مُثمرُ
فثيابُنا فيها الربيعُ تعلّقَ
فكأنّ روضاً في ثيابي يُزهر
وعلى قميصي روضةٌ قد ازهرتْ
وعلى القميصِ هناك عشبٌ أخضر
وهناك سيلٌ من لجينٍ قد جرى
لولا الخيوطُ لكاد منها يقطرُ
والوردُ يسرق من ثيابي عطرَه
يسبيك هذا العطرُ ثُمَّت يأسرُ
كلُّ الطيوب تعلّقتْ بثيابنا
فالجوُّ منها بالأريج مُعطَّرُ