قصة

من لا يحب الزهور شريرٌ ..

قصة للطفل

عبد العزيز الزني

زهور ملونة (الصورة: عن الشبكة)
زهور ملونة (الصورة: عن الشبكة)

وجد الجدّ أنه من الصعوبة بمكان، إقناع الحفيد، بأن يغير رأيه، ويتراجع عن هذا المعيار، الذي اتخذه في حكمه على أصدقائه، وكل من يلقاه، “من لا يحب الزهور شرير” حتى أنه ذات مرة، قال له جده: إذا ما صرت يوما قاضيا، ووقف أمامك متهما، وأدركت من حديثه، أثناء استجوابه، أنه لا يحب الزهور، ستقضي بإيداعه السجن، فكان جواب الحفيد: لا يجدي، سأقضي بإيداعه إحدى الحدائق الغناء، الممتلئة بالزهور، ليتخلص من شروره، ويصبح إنساناً جميلا نقياً. وإذا ما فشل علاجك؟ أبداً ما فشلت الزهور يوماً يا جدي، في أن يستمتع بأريجها من يشتمها، وفيروس الشر لا يصمد رمشه عين، أمام روائح الزهور، إذ يتلاشى في الحال، ويصير من كان مصابا به نعم البشر.

سأله الجد: يبدو أنك واثق مما تقول؟ كل الثقة، أجاب الحفيد. فعصام يا جدي العزيز، من كان يستمتع وينتشي بإيذاء زملائه في الفصل والشارع، لم ينقذه من هذا الشر سوى “قَرْوش” صغير استنبت به زهرة قرنفل، كنتُ قد حملته ذات يوم إلى بيته، واستطعت إقناعه أن يعتني به لبضعة أيام، حتى أعود من سفري، وقدمت له كرةً كان يحبها، وعندما عدت إليه بعد أسبوع، وجدته يرجوني كي أتنازل له عن الزهرة، فقلت له إنها هدية مني لك، فهي ومنذ الآن ملكك، سُرَّ كثيراً. ومن يومها لاحظت كما لاحظ غيري، ما طرأ من تغيّر على سلوكه، وكيف أصبح شاباً رائعاً، يُقبل الجميع على كسب وده، وأكثر من هذا عندما طرق ذات يوم، باب بيتنا، ليقنعني بجدوى الاشتراك معه، في إقناع أبناء الحي، في أن يقوم كلٌ منهم بغرس زهرة في “قروش” صغير أمام بيته، ليصبح الحي وبعد حين حديقة غناء. تعج بمختلف أنوع الزهور. وهنا سأله الجد لقد جاء في حديثك لفظة “قروش” نعم يا جدي.. قصدت “أصيص” وهو إناء أو وعاء تُستنبت فيه الزهور والورود، لتكون قريبة من محبيها، تزين البيوت، وتزيدها بهاء.. الجد حينها ما كان له أن يمنع نفسه من احتضان حفيده، تغمره سعادة أن حمل اسمه “عُمر”.

درنة /27/ فبراير/ 2018م

مقالات ذات علاقة

العـالِـق

أحمد يوسف عقيلة

رفات العتمة..

حسين بن قرين درمشاكي

هدرزة سقيفة

عزة المقهور

اترك تعليق