شعر

تحيّة

من أعمال التشكيلي "اسكندر السوكني"
من أعمال التشكيلي “اسكندر السوكني”

شكرًا للسّنوات العجاف
ثقيلة أُخفّفها بماء أخطائي.
شكرًا للخبز والملح
لعلاقةٍ حميمةٍ من لحمٍ ودمٍ.
شكرًا للفقر الجليل
يتوارى عن سيف حيدرة
كي يتبرّع بالأنيميا.
شكرًا لوطنٍ يُبنى في الأناشيد المدرسيّة
طوبة
طوبة.
شكرًا للأرصفة، للتّاريخ المهمّش،
للشّوارع، لضحكة امرأةٍ في النّافذة.
شكرًا لحربٍ تبصر الحياة مقطوعة الرّؤوس،
تقود نهارًا أعزل إلى ملحٍ في الجروح
شكرًا لها وهي تسعل وتمشّط كريّات الدّم.
شكرًا للإنسانية، السّلالة المنقرضة،
التي تغتسل كلّ أحدٍ وجمعة
لتسبقنا إلى الجنّة.
شكرًا للعصافير، للزّقزقة،
حين وُئدت الموسيقى
جَفّ الكوثر.
شكرًا للوقت،
حدّادٌ يصقل السّيوف.
شكرًا لانتظارنا ليوم القيامة
نترقّب علامات السّاعة
ليفرّ القلب من حبيبته
ولا يعود بمقدوره أن يصيخ السّمع
إلى مجنون ليلى.
شكرًا وتحيّة للحبّ أبثّه من نافذتي
شكرًا له يكنس الفراغ من الرّوح
ويفرض عليَّ الإقامة الجبريّة في قلب حبيبتي
شكرًا له سيفي البتّار ضد حشود الكراهية.
شكرًا للجنون الذي أحبّه حدّ الجنون
الذي أنتظره، الذي أتقرّب به إلى
طفولتي التي تُعلّمني كتابة الشّعر
حياتي التي أُكيِّفها كما أشاء
وكما الماء والهواء أطلق سراحي للجنون.
شكرًا للظّلام ينشر ضوءه الأسود كالعواء
ويخفي تحت إبطيه اللّصوص.
شكرًا للنّسيان، القنبلة الموقوتة، كلّما بلغ العمر عتيًّا
مزّقتِ الخيول الرّاكضة في رأسي.
شكرًا للصّحراء بلا سفينة
شكرًا للنّافذة، بارقة الأمل
شكرًا لكم جميعًا
دعوني أكبر في جنوني.

مقالات ذات علاقة

نَزِيفُ غَزَّة

شَفِـيرُ الحَتْف

صلاح الدين الغزال

أمضي وحيداً

المشرف العام

اترك تعليق