شاعر بحذافيره
يعرف من أين تؤتى القصائد
يذهب إليها في عُقرِ بساتينها
ليقطفها من أغصان نضارتها طازجة
ويكنس رماد الرداءة بكلماته النظيفة
شاعر بقضه وقضيضه، كما ولدتهُ القصائد
يمشي إليها وحيدا بفأس مُدربة على اجتراح الدفء.
كما لو أنه يفي بعهدٍ قطعه
لا شيء يثنيه عن الحُلم ومقارعة الجعجعة
لا شيء يلهيه عما يجعل الخراب ينحسر
عما يجعل الحرب تعترف بخطيئتها وتُكفِّر عن نجاستها
عما يجعل مد العقوق يتراجع.
يكتب بلا هوادة كما لو أن العالم يتعلق بقصائده لينجو
كما لو أن صلاح العالم يتوقف على نصاعة ما سيكتبه
شاعر من وراء الكلمات
ينثر قصائده ويطلق اغنياته في المدى لحناً
من وراء بريقه
يدشن مجازاته وينسج عوالمه على مهل
من وراء وجعه
يطلق بخوره ويملأ اللحظة بما يليق بها من شعر.
الندى يتودد إليه
والعصافير تقصد شرفاته المشرعة للتوق
الكلمات تمتثل لمشيئته والخيال ينصاع له.
شاعر يمعن في سفره
بصرف النظر عن الكمائن والأسلاك الشائكة والبنادق المتأهبة
شاعر يصر على الشدو.
________________________
28 / 1 / 2019 م
المنشور السابق
المنشور التالي
- تعليقات
- تعليقات فيسبوك