رضا أحمد – مصر
أخبروني إنه لا ضرورة لتعلم لغة
حين نجوع أو نحب أو نشعر بالحزن؛
يتكفل البكاء بكل شيء،
أنا أخاف البكاء
ولا أعرف لغة يمكنها أن تقتات على حياتي
وتتركني مهشمة
بأربعة أجنحة وظلين
مثلما يفعل الشعر،
أعرف فقط كيف يمضي المرء وحيدا
يرصف الكلمات على جانبي أيامه:
هذه أصناف السعادة
هذه مقبلات الأحزان
وهذا أنا
في المنتصف
سيارة معطلة بسقف مكشوف
ككل البدايات.
أخبروني أن اللغة حقيبة مسافر
في الزمن؛
بصفر المسافة
برهبة المشقة
يترك بعض ثقلها في صور العائلة
وأشرطة الكاسيت
التي يعبّئها خوفه وحنينه،
أنا أخشى السفر
ولا أعرف صوتي الضائع في البريد
وفي شهوة الرجال،
أعرف فقط كيف تبدو الأحلام نظيفة
بعد غسلها بالدموع
نظيفة جدا
إلى حد أنك تخشى ضبط نفسك
تشي بمكانها للنعاس.
أخبروني أن اللغة مدينة ضائعة
يبكي فيها الشاعر عند كل إله؛
كم يبدو مخلصا لخوفه
وجائعا!
أنا لا أعرف شيئا فيها
سوى البلطة التي شطرت لساني
في الصلاة؛
لست الآن إله أحدهم
ولا حلوى القربان.