شعر

أنا متعب اكتبي لي حجاب

الكاتب يوسف الشريف للتشكيلي الليبي علي العباني.

بكل حرقة ولوعة اناديك أسألك: لماذا تركتني لليتم من جديد يا سِيدي الغالي؟
آخر ما قاله لي قبل أن أفقد التواصل معه بغيابه عن النت أمس “أنا متعب اكتبي لي حجاب”…
وعدته بذلك شرط أن يستريح ويطمئن عن حالتي الصحية وطوال اليوم وأنا
متوجسة ألهث وجعا ورعبا حتى انهار قلبي ودخلت الإنعاش.. حالما خرجت سارعت بنشر النص الذي كتبته له في ذكرى مولده الماضي ليكون حجابا أشد به أزره مثلما آزرني ودعمني وأحياني بعد طول يأس.. فإذا بالخبر الصاعق
يلطمني بقسوة وعنف وصدمة لم يستوعبها قلبي المنفطر.. “أملك غير الدمعة آه” كم يحرقني أنه لم ير معجمه الذي وضع فيه عصارة روحه وطال انتظاره حتى يئس وهو المتفائل الذي لا يعرف قاموسه كلمة يأس.. وكم يمزقني أنه لن ير ديواني الذي لولاه ما استيقظ الحلم وتحقق وكتب له مقدمة غير تقليدية وهو الذي لا يحب المقدمات لأنه رجل استثنائي وأيقونة الحب والنقاء والطفولة.. هو بكل بساطة “وطن” كما قلتها له عديد المرات…
رُزئي فيك كبير ولا شيء يعزيني عن يتم آخر بعدك.. نم في سلام يا طفل ليبيا الجميل ووجهها المشرق في جنان الخلد يا سِيدي الغالي.


إلى الأديب القدير “يوسف الشريف” في ذكرى مولده

“قناديل طفولة الفراديس”
صلاة رؤى
ورؤيا
ورؤية
من قلب
نقيّ
تقيّ
غض
سخيّ
عامر
غامر
تلهج بِسرّها الخفيّ
وسحرها البهيّ
لتقفز فوق
حواجز اللّغة
وتعدو
بحمحمة
حميميّة
التلقّي
تُسابق إيقاعا
مُنغّما
مُلغّما
في آفاق الحرف
وحواف
ينابيع الطهر
الفيّاض
احتضنَ روحي
على هيأة
أحرف
بارِقة السناء
تتوهّج قناديلا
مُقتَطعة
من فراديس
جِنانِ
المودة الخالصة
نقشتْْها
يدُ أبٍ
رؤوم
أفتَخِرُ أنّه حملني
في قلبه
الكبير
العطوف
أظلّني بوارف تنبّؤهِ
الغامر
الموقن
الفاره
المُشرق
المُشبِع
لذائقة فؤاد
فخمة
عذبة
فكانت ومضةً
نورانيّة
وأحرفا من ضياء
صقلها قلب
مُحِبّ
لنتنعّم في أفيائه
بفيضٍ
شعوري هادر
مُتدفق
معطاء
مُتسامق كنخلة
باسقة
في قلب الماء
مُتجذّرة آكامه
كأبدع حضارة
باذخة البهاء
المشوقة
لدفق عطفه
وجمال أزره
ورؤاه
الوارفة ظلاله
المُتسامية
تعابيره
ماذا بوسعه
أن يفعل الحرف
بأوراق القلب
غير نثر الحب
المسفوح
بأصابع شغف
ضمّخها الموج
فنمت
غابات حنين
يرويها
قلب غض
مسكون
بأحلام طفولة
وغد مأمول
واعد !
حرفي محظوظ جدا
إذ رصدتْ شرفات
شمس تذوّقك
الوهّاج
جمالا كامنا
في تنهّداته
فكيف لا تنحاز
إليه
قلوبنا
وتحتفي به أرواحنا
وتنتشي منه نفوسنا
لله درّك من أب
حبيب
يُوسُفيّ
صِدِّيق
شريفيّ
مُبجّل
مُعلمنا
سيدنا
أستاذنا
أديبنا الغالي
لك
المجد
ولنا
البهجة
والحبور

ميونيخ، 24 ديسمبر 2021

مقالات ذات علاقة

يـا امرأة من أويـا

محمد العريشية

ومضات

سعاد يونس

كتاب التثاؤب

عبدالدائم اكواص

اترك تعليق