سرد

جزء من رواية

من أعمال التشكيلية فيان سورا

أتيتك بظمأ، سرت إليك بكل جوعي وعطشي، بلهفتي، بكل ما في، بضعفي، بهشاشتي، بحساسيتي تجاه الأشياء التي لا أستطيع مقاومتها، أهبط إليك حافية، بنصف حذاء، بشعر مجعد، بعضه منفوش، بعضه مجدول في ضفيرة شعثاء، بعين تحمل نصف إغماضة وأخرى مفتوحة…

أجر وسادتي خلفي، مبللة بدموعي ومحاطة بهالة رائحتي وعطري، أسير على رؤوس أصابعي، أخبئ تحت عباءتي صدر الليل وجزء ضئيل من حافة القمر، أقطف لك سماء مرصعة بالنجوم، لندع كل أوجاعنا نائمة، لنترك جروحنا مضطجعة ونذرع هذا الليل الطويل بالكتابة، بالبوح، بالأغاني، بالفرح.. ثم لنقم ناشئة على خاصرة الوطن نختمها بالدعاء الطويل قبل أن يهرم الليل ويولد الفجر أو.. قبل ألا يكون هناك وطن…

لم تكن بين المفقودين رغم ملفهم الضائع بين قواعد البيانات والأرفف.. ولم أجدك بين الصفوف في السجون المبعثرة على امتداد رقعة وطن الأخوة الأعداء، لم تكن بين المهجرين قسراً وغصباً عنهم في مشارق الأرض ومغاربها، أبحث عنك، أقتفي أثرك، وحتى في المقابر الجماعية لم تكن هناك ولا بين الأشلاء الممزقة خلف سقوط قذائف العار على المدن القريبة مني حتى الآن.. أين أنت يا صغيري؟!!!

واحة النصف الآخر…

مقالات ذات علاقة

يانا قليل الوالي.. سيدي رحل خَلّاني في تَلتَل

حسام الدين الثني

رواية الفندق الجديد: الفصل الثاني والعشرين

حسن أبوقباعة المجبري

طفولة وطن

عبدالسلام سنان

اترك تعليق