(1)
فسحة للترويح عن النفس
“تفاعل الجمهور بالتصفيق وتعطشه للفرجة والضحك ليس قاعدة لجودة النص المقدم”، فما زالت القيم الأخلاقية والثقافية والأدبية تتعرض للتحريف والشيطنة من خلال محاولات مواهب اللعبة المسرحية في بنغازي المتمثل هذه المرة في مجموعة الفنان فرج عبد الكريم المسرحية، ومحاولة تقديم عمل مسرحي متكامل العناصر في:
1- الموضوعية (القضية) وسبل معالجتها.
2- اختيار نوع اللغة من أجل النهوض بثقافة الشارع.
3- الرسالة الخفية (الرسالة القيمية).
هذا ما رأيته ليلة أمس أثناء تواجدي بالمسرح الشعبي- بنغازي!! لمشاهدة مسرحية جديدة تعرض لأول مرة تحت اسم (حفلة ليبيا). والسؤال المطروح : هل النص أخذ الوقت الكافي للنضوج؟ هل هو منهج متعمد لإفساد المبادئ والقيم؟ أم هو خطأ ناتج عن عدم معالجة النص بالصورة المطلوبة؟
(2)
العنصرية تعود…!
يبدأ العرض بالتنمر علي أحد شخصيات العمل ذو البشرة السوداء دون مبرر، وهذا ما جعل الممثل المتنمر يكشف وقوعه في منزلق إقحام مشاكله الشخصية خارج المسرح في النص ليؤسس الي كره مجتمعي لكل أصحاب البشرة السوداء.
وما يؤكد هذا الاتجاه هو وجود شخصية محورية أخري في اللعبة المسرحية التي تعرض هذه المرة تحت اسم (حفلة ليبيا ) ويفترض انه يؤدي دورا بطوليا في اللعبة المسرحية وهو يحمل لون بشرة سوداء كذلك حيث يبدأ في الظهور من أكرمكم الله من الحمام وهذه لا تغيب عن إدراك المتفرج بأنه من البداية بالمنطق العامي وحاشي القراء (مجرد ترار) وهذه منتهي الاستغفال للممثل نفسه ولحاملي لون البشرة السوداء في المجتمع الليبي البنغازي.
(3)
حقوق فكرية ضائعة
الجانب الرصين في المسرحية جسده الفنان القدير (خالد الفاضلي) والفنان المخضرم (فرج عبد الكريم) حيث طرحت القضية لكل سلس وجميل حول انتهاك الحقوق الفكرية للكاتب صاحب النص من خلال اكتشافه ان ما سوف يقدم في نهاية أزمة ليبيا من فوضي وانتشار سلاح هو أغنية ولحن الكل يدعي أنه صاحبه ويصر علي تقديمه في حفلة نهاية الفوضي دون سواه، تعزيزا للقول العربي المأثور (كل يغني علي ليلاه).
وهو لب النص المسرحي المقدم، والذي كنا نتوقع أن تنتهي اللعبة المسرحية بإنصاف صاحب الكلمات وصاحب اللحن في نهاية اللعبة المسرحية بدلا من أن يتم تديم النص واللحن المسروق من الجميع وبفرح دون تسليط الضوء علي ردة فعل المتجني عليهما والذين اشركهما المخرج في الحفلة كإشارة منه بأن الحقوق الفكرية شيء تافه وير مهم بالنسبة لصاحب النص وذه مة الشينة والتلاعب بحقوق الكتاب والأدباء الحقيقيين.
(4)
السم في العسل
لا يخفي علي أصحاب الرؤية الثاقبة أن الإساءة التي وجهت لدون مبرر للسلفية وكيف يتبدلون من متمدينين ثم منشدين متعصبين ثم متطرفين بالمتفجرات ثم عساكر وإنصاف الجيش من خلال الثياب العسكرية التي ارتديت نصفها ولكن كيف يضربون من البادية ولماذا إقحام البدو في ضرب السلفيين ورجال الدين؟!
كل هذه التبدلات التي حصرت في أدوار ممثلين ثلاثة أثناء عرض اللعبة المسرحية وكل هذه التجاوزات القيمية ستكون سببا في إيفاق المسرحية من طرف وزارة الأوقاف ومن طرف البادية ومن طرف الجيش لحين معالجتها جيدا حتي لا تكون سببا في تأسيس لا تجهات نحن في غني عنها.
(5)
الخلاصة
حقيقة أن المسرحية أثارت موضوع خطير هو موضوع الحقوق الفكرية لكنها لم تعالجه وبالتالي إذا لم يعالج كاتب النص والمخرج هذه المسألة لن يلقي المسرح الليبي احتراما أمام النقاد العرب .