المقالة

على هامش: تاريخ جامعة طرابلس

عبدالله مليطان

كتاب رؤساء جامعة طرابلس
كتاب رؤساء جامعة طرابلس

أبهرتني اللمسات الإبداعية الراقية والرائعة جداً للمبدعين الدكتور عبدالرزاق الرياني والأستاذ أحمد الغماري في اللوحات الفنية التي وضعت لأساتذتي رؤساء جامعة طرابلس في الكتاب الذي صدر ضمن برنامج احتفالها هذا الأسبوع بعيد تأسيسها وهو جهد طيب تشكر عليه الجامعة اعترافاً ووفاء منها لتلك القامات الكبيرة التي رأست الجامعة عبر تاريخها الطويل الممتد والمتواصل عبر الزمان …لكن هذا لا يحول دون إبداء بعض الملاحظات التي قد تسهم – إن كانت صائبة – في حال إعادة طباعته ليكون في مستوى تاريخ جامعة طرابلس العريق … ومن بين هذه الملاحظات :

أولاً:

بحكم أن الكتاب صادر عن مؤسسة علمية بحثية فإنه من المفترض أن تكون المعلومات الواردة فيه تتسم بالدرجة الأولى بالدقة العلمية من حيث المعلومة

• ليست فيه إشارة إلى المصادر وهو خطأ كبير جداً خاصة وأنه صادر عن مؤسسة يحاسب فيها الباحث على الدقة …فإن كان مصدره أرشيف الجامعة فمعنى ذلك أن كل المصادر الأخرى على خطأ لأن ما هو معلوم ومعروف لا يتوافق مع كثير مما ورد في الكتاب وإن كان من غير أرشيف الجامعة فمعنى ذلك أن المعلومات مأخوذة بطريقة غير علمية لأنه من العلمية الإشارة إلى مصدر المعلومة .

• معد الكتاب ليس من المختصين بالتاريخ والتوثيق وسير الرجال  لذلك فهو لم يطلع على الكتاب التوثيقي الهام الذي أصدره الباحث الأستاذ سالم الكبتي بعنوان (من تاريخ الجامعة الليبية 1955 – 1973م) ولعله لم يسمع به أصلاً ولم يقرأ كتابه التوثيقي عن مسيرة الاستقلال وعن الدستور وعن الملك إدريس وأحمد الشريف والنيهوم ورشاد الهوني إذ لو اطلع عليه لكان قد أكمل المشوار وأضاف جديداً أو صحح لنا ما أخطأ فيه الأستاذ الكبتي الذي حمل كتابه صوراً ناطقة ووثائق نادرة ومعلومات جديدة دقيقة لم يسبقه إليها أحد .

• أيضاً معد الكتاب لم يطلع على كتاب الباحث الراحل الدكتور إبراهيم الحبتي الذي صدر عام 2013م بعنوان (على هامش تاريخ الجامعة الليبية صفحات وصور)

• دليل عدم اطلاع معد الكتاب على الجهود التي سبقته وهو بالطبع لا يلام بحكم عدم الاختصاص أنه لم يترجم للسيد عبدالجواد الفريطيس الذي تولى رئاسة الجامعة من 19 / 7 / 1956م وحتى 18 / 7 / 1958م (المصدر : كتاب الكبتي ، ص47) ولا للسيد بكري قدورة  الذي ترأس الجامعة من 13 / 1 / 1961م وحتى 26 / 3 / 1963م  (المصدر : كتاب الكبتي ، ص48)

من تاريخ الجامعة الليبية 1955 – 1973م / سالم الكبتي
من تاريخ الجامعة الليبية 1955 – 1973م / سالم الكبتي

ثانياً:

ملاحظات عن تراجم وسير رؤساء الجامعة الذين هم أساتذة كبار ومعروفين بنشاطهم العلمي والبحثي وبالتالي فإن تراجمهم وسير حياتهم متاحة وكثير منهم ترجم له في عدد من الكتب …سأكتفي فقط بنماذج منها:

• على سبيل المثال كان ينبغي التفريق بين الجامعة الليبية (وهي مرحلة تاريخية تبدأ من عام 1956 وحتى عام 1973) والذي انتهت فيه الجامعة الليبية لتصبح من بعد جامعة طرابلس وجامعة بنغازي

• السيد محمود البشتي لم يكن رئيساً لمسمى جامعة طرابلس بل كان رئيساً للجامعة الليبية كما لم يذكر الكتاب سنة تخرجه من دار العلوم ولم يذكر الكتاب أيضاً أي المجلات العلمية المحلية والعربية التي نشر فيها مقالاته وبحوثه (ومع تقديري واحترامي الكبير للسيد محمود البشتي وهو أحد الشخصيات البارزة في تاريخنا الوطني كرئيس للجامعة الليبية وكرئيس للمكتب التنفيذي ووزيرا للداخلية في حكومة … ووزيراً للمعارف في حكومة … إلا أنه لم ينشر بحوثاً ولا مقالات)

• في شأن السيد مصطفى عبدالله بعيو لم يذكر الكتاب متى كان سكرتيراً للشؤون البرلمانية في الحكومة الليبية ولا متى كان مديراً عاماً بوزارة المعارف ولا متى كان عميداً لكلية الآداب في الجامعة الليبية  علاوة عن كون الجامعة الليبية لم تكن بها كلية آداب في طرابلس إنما تأسست كلية الآداب بطرابلس بعد سنوات من تأسيس جامعة طرابلس وفي بند مؤلفاته لم يذكر أهم وأشهر كتبه بل ومن أهم الكتب الليبية التي ينبغي أن تفخر الجامعة بأنها من مؤلفات أحد أساتذتها وهو كتاب (المختار في مراجع تاريخ ليبيا) الذي صدر في ثلاث أجزاء الأول عام 1967م عن دار ليبيا والثاني عن دار الطليعة عام 1972م والثالث عن الدار العربية للكتاب إلى كتابه القيم والمهم (المشروع الصهيوني لتوطين اليهود في ليبيا) الذي صدر عن الدار العربية للكتاب عام 1975م ولأن الكتاب صادر عن جامعة  ( والجامعة دقة وتأسيس ومرجعية ) فإن هناك فرق كبير بين لفظ (مؤلفاته) ولفظ (من مؤلفاته) فطالما ذكر لفظ مؤلفاته معناها سردها كلها مع بيانات نشرها للتوثيق ولو رجع مؤلف الكتاب إلى (دليل المؤلفين العرب الليبيين) الذي صدر عام 1977م لوجد ترجمته في الصفحتين (465 – 466)

• في شأن الدكتور عمر التومي الشيباني ذكر الكتاب أن للدكتور الشيباني العديد من الكتب العلمية والأكاديمية ولم تذكر من الأربعين كتابا واحد مع أن كتبه متوفرة وعدد منها من منشورات جامعة طرابلس التي أصدرت كتابا عنه عام 2004م بعنوان (أ.د عمر محمد التومي مسيرة علم وعطاء) لعدد من أساتذتها كما أصدر شقيقه علي كتاباً عنه أيضاً بعنوان (الدكتور عمر محمد التومي عبد الرحمن أحمد عبد الرحمن الشيباني …سيرته الذاتية وآثاره العلمية) عن دار النجوم عام 2004م وتوجد ترجمة له في (دليل المؤلفين العرب الليبيين) الذي صدر عام 1977م عن دار الكتب في صفحتين (295- 296) وفي الجزء الخامس عشر من (موسوعة أعلام العلماء والأدباء العرب والمسلمين) الصادرة عن المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم عام 2007م  توجد ترجمة له (من ص331 إلى ص334)

على هامش تاريخ الجامعة الليبية صفحات وصور / إبراهيم الحبتي
على هامش تاريخ الجامعة الليبية صفحات وصور / إبراهيم الحبتي

• في شأن الدكتور موسى محمد عمر حيبانة يذكر الكتاب أن حصل على البكالوريوس من الجامعة الليبية وعلى الماجستير من جامعة ويلز وعلى الدكتوراه من ويلز أيضا دون أن يشير إلى تخصصه مطلقاً مع أنه أشار إلى أنه أستاذ كيمياء لكن العلمية تقتضي أن يشار إلى تخصصه في الماجستير والدكتوراه كما لم يشير الكتاب إلى المجلات العلمية التي نشر بها لا محلياً ولا عربياً

• في شأن الدكتور خيري الصغير أبولقمة ذكر الكتاب أهم مؤلفاته دون أن يذكر أين ومتى صدرت مع أن بعضها صدر عن جامعة طرابلس ولم يكن هناك كبير عناء لو تم الاستعانة بدليل منشورات الجامعة أو (دليل المؤلفين العرب الليبيين) الذي صدر عام 1977م عن دار الكتب والذي ترجم له في الصفحتين 131 – 132) وذكر من مؤلفاته (دراسة أولية لتقدير إنتاجية الشتل للعلف الأخضر والجاف) باشتراك مع مبروك الشرقاوي عن كلية الزراعة 1971م و(المزارع النموذجية الحكومية) عن كلية الزراعة 1972م و(محاصيل العلف) عن جامعة طرابلس 1974م وبمناسبة حفل تأبينه أصدرت الجامعة كتابا عنه بعنوان (كلمات وفاء)

• في شأن الدكتور إبراهيم المنتصر ذكر الكتاب أنه ولد سنة 1934م ولم يذكر أين وهي معلومة في العموم قد لا تكون مهمة لكن الكتاب صادر عن جامعة والجامعة دقة ومرجعية ولنتجاوز ذلك لنأتي على المقالات والأبحاث التي يشير الكتاب إلى أنه نشرها لكن لم يذكر عنوانا واحداً لأي مجلة من تلك المجلات التي نشر بها حتى يمكن للباحث أن يعود إليها

• في شأن الدكتور سالم الحضيري لم يذكر الكتاب متى حصوله على البكالوريوس ولا على الماجستير ولا على الدكتوراه وكذلك لم يشر الكتاب إلى المجلات التي نشر بها حتى يمكن للباحث أن يعود إليها

كلمات وفاء - جامعة طرابلس
كلمات وفاء – جامعة طرابلس

• في شأن الدكتور المدني أبوالطويرات لم يذكر الكتاب متى تولى عمادة كلية القانون ولا رئاسة وحدة البحوث ولا عضوية المجلس العلمي بمركز البحوث بجامعة قاريونس ولا متى تولى وزارة التعليم ولا رئاسة اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم وكذلك لم يذكر المجلات التي نشر بها (مع العلم أنني لم أقرأ له في حياتي مقالا) .

• في شأن الدكتور عبدالرحمن أبوتوتة لم يذكر الكتاب أي كتاب له مع أن لديه عشرات الكتب وفيها ما نشرته جامعة طرابلس

• في شأن الدكتور عبدالله أبوبكر أحمد ذكر أنه ولد بمدينة فزان ولم أسمع بمدينة ليبية اسمها فزان بل هي جزء كبير ومهم جداً من ليبيا تضم عشرات المدن الكبيرة والصغيرة ولكل مدينة منها شأن وأي شأن في تاريخنا الوطني وكذلك لم يذكر المجلات التي نشر بها

مقالات ذات علاقة

بونجوغ.. يا مدن الشعر

سعاد سالم

بمقهى الفنانين طرابلس: شربنا القهوة وبعيدا أخذنا الحنين

زكريا العنقودي

شكرا ليالي طرابلس لكنكم نسيتم حجر الاساس حين تجاهلتم فوزية شلابي

زكريا العنقودي

اترك تعليق