المــــال يصنع الُمحــــال
تتوالى الأيام، وتتجدد الصباحات، لتسفر مجريات الثورة عن سلوكيات جديدة فهناك حالة من التواد والألفة تسود بين السكان، فالأكثرية تقدم أعمالاً خيرية إيجابية، يُراد بها أن تسهم في إنجاح الثورة.
بدأت عجلة الصحافة، تعمل، فصدرت عديد الصحف والمجلات والنشرات، وبدأت حملات التوعية والتوجيه المعنوي للثورة، تُنظم في قاعات الجامعات، وأمام المحكمة، فالكل يشارك إيجابيا، لتمضي الثورة قُدما نحو تحقيق أهدافها.
لكن بعض من الأمور السلبية بدأت تظهر للعيان كـــ (النهب والسرقات المُعلنة والغير مُعلنة) ها هو مصطلحاً جديداً يظهر في الشارع الليبي، ويتمثل في مفردة (الهلت)، وهناك اختراقات وانشقاقات حدثت وتحدث في صفوف الثوار، لم يتفطن إليها سوي النذر القليل من الأشخاص، لكن الأخطر من ذلك هو موجة الاغتيالات التي بدأت تحدث وتهز مدينة بنغازي.
ونتيجة لاقتراب ( عادل ) الصديق الحميم (لنبيل ) من ( مرعي ) ورفاقه ،تبين لـ ( عادل ) أن (مرعي ) ورفاقه ،كانوا يتظاهرون بأنهم كذلك مع الثوار ،ولكنهم في حقيقة الأمر، كانوا شلة من اللصوص ، وكما قال العرب في مأثوراتهم : ” من شب علي شيء شاب عليه ” وقد كانوا يقومون بنهب المؤسسات الحكومية والمتاجر والشركات، بداية من يوم سقوط كتيبة ( الفضيل بوعمر ) ،ومن ثم يتقاسمون الغنائم فيما بينهم ، ليتطور الأمر ، إلي ذهابهم خلف المهاجمين على المدن الواقعة غرب مدينة بنغازي ، ليستولوا على الأموال أثناء انشغال الثوار الحقيقيون بالقتال والتمركز على تخوم الجبهات الجديدة.
حقائب مليئة بالأموال شاهدها (عادل) بين يديهم، فلقد أجبروا، أحد المغادرين للكتيبة أن يقرر ما يختار بين حياته، أو ما يحمله من أموال، فأختار حياته، ليظفروا بعشرات الآلاف من الدنانير.
ومن أمام (فندق أوزو)، لحقوا بمجموعة من الهاربين الذين اختفوا في محيط البنكينة في منطقة جليانة، ولم يظهر لهم أثر نتيجة رسوا عدد كبير من قوارب الصيد والجرافات في المياه.
.. لكن (مرعي) كاد أن يفقد حياته، جراء قيامه بعملية نهب مشابهة، نتيجة انتباه وتفطن بعض من شباب حي المجاور، لما تحصل عليه (مرعي) ورفاقه من أموال بعد إقامته لحاجز تفتيش وهمي قرب الكتيبة، فلحقوا به، علهم يظفرون بحصة من المال كذلك، ولم يفلت (مرعي) ورفاقه منهم حتى قام برمي رزمة من المال خلفه لتتناثر على الطريق، فتناثرت هنا وهناك، فأنبري إليها، الملاحقون لململتها، وليتأخروا في اللحاق به من جديد وبهذه الطريقة أفلت منهم.
ومن جراء حصول (مرعي) ورفاقه على كل هذه الأموال، تغير مظهره هو ومن معه وتطور إجرامهم، وتوسع، فأنخرط في تجارة المخدرات وحبوب الهلوسة والممنوعات.
في هذه الأيام كان (الحاج أنور) يُجري اتصالاته وتحرياته ومحاولاته لإكمال عمله الإنساني تجاه صديقه (الأستاذ فوزي)، فأهتدي أخيراً إلى معرفة مكان السجن الذي يحتجزون فيه صديقه العزيز، وعرف أنه معتقل، كونه من رجالات القذافي المخلصين والذين يطلق عليهم هذه الأيام نعتاً جديدا هو (أزلام النظام السابق).
وبعد عدة أيام اهتدي إلى طريقة أكثر نجاعة، فتوجه صباحاً إلى مقر الحكومة الجديدة، وطلب مقابلة رئيس الحكومة، فهو لن يمانع في مقابلة أمثاله كونه رجل من رجالات الأعمال المرموقين في مدينة بنغازي.
وفي المقابلة، طلب (الحاج أنور) من رئيس الحكومة أن يفتدي المعتقل (الأستاذ فوزي) مقابل مبلغا يصل الي مليون دينارا ليبيا، ليدعم بها الثورة والثوار خصوصاً وأن (الأستاذ فوزي) كان إنسانا خدوما ولم يشارك مع القذافي في مساويه السياسية وظلمه للناس.
وأوضح لسيادته كيف أن الكل كان يعمل في منظومة حكم القذافي وأن (الأستاذ فوزي) شخصية وطنية، وهو مجرد موظفاً في الدولة مثل كل الموظفين، الذين كانوا يتلقون الأوامر وينفذوها بدون القدرة على الرفض.
أقتنع سيادة رئيس الحكومة، بما تفضل به (الحاج أنور) ثم أمر بنقل (الأستاذ فوزي)، من السجن، إلى مكان آخر لا يعلمه أحداً غيره، حتى يمهد لإطلاق سراحه، خوفاً من اصطدامه ببعض الثوار المتعنتين، في هذه الأيام التي تسودها الفوضى العارمة، فيقع ضحية للاعتقال من جديد.
لكن (الحاج أنور) همه إبعاد عائلة (الأستاذ فوزي) عن محيط فندقه، وبالتالي أكثر من إلحاحه لسيادة رئيس الحكومة من أجل إطلاق سراحه في أسرع وقت.
وأمام هذا الإلحاح أذعن رئيس الحكومة لمطلبه وأمر بإطلاق سراحه منبهاً (الحاج أنور) أنه لا يتحمل مغبة هذا التعجل في التنفيذ.
عاد (الحاج أنور) ظهراً إلى الفندق الجديد، فصعد على الفور إلى الطابق الرابع، ليُعلم عائلة (الأستاذ فوزي)، بما حققه من نتائج في سبيل إطلاق سراح صديقه، فانفرجت تقاسيم وجه زوجته مدام (حورية) وأبنائها وجدتهم.
وأخبرهم بأن صديقه (فوزي) سيكون في طليقا في ظرف أسبوع، وأنه ألح عليه أن يعلمكم بالأمر لترجعوا الي بيتكم سريعاً، فهللوا أفراد العائلة جميعهم وهموا بالاستعداد لمغادرة الهوتيل إلى بيتهم من جديد.
…. لكن (سند) طلب من والدته، أن تتريث برهة حتى يتم صيانة المسكن، فهو غير جاهز للسكن نتيجة للاقتحامات المتكررة لأبوابه، ونهب كل ما هو ثمين بداخله.
وعلى الفور أجري (الحاج أنور) مكالمة هاتفية مع (مفتاح) ليحضر إلى الهوتيل، حتى يرافق (سند) والعائلة لمعالجة أمور صيانة البيت الطارئة.
جري الحوار بشكل طبيعي وسلس لكن أحدهم كان يتنصت ويسترق السمع لما تحدث به (الحاج أنور) أنه (جمال) أحد عمال الكافتيريا وهو الصديق الحميم لـلأرعن (مرعي)، والذي سارع بالاتصال ليخبر (مرعي) بالأمر.
في نفس اليوم، وبينما (مصباح) يتجول بمركبته كعادته، بدأ يفكر في كيفية إدارته للوقت وتقسيم جهده العضلي الحركي، وجهده الفكري، في سبيل استكمال تحقيق طموحاته التي بدأت تتحقق تدريجياً، فاهو ينجح في الحصول على عمل عند أحد أبرز رجالات الأعمال قي منطقته الصابري بل في كافة أرجاء مدينته بنغازي الكبري.
ودون أن يضيع جهده ووقته، توجه إلي حيث ينتظره صديقه (نبيل) على ناصية الطريق المؤدي إلى بيته، فوجد معه (عادل) معتزماً الانخراط معهم في مشروع إصدار صحيفة كذلك.
لم يمانع (مصباح) في انضمامه وتوجه بهم إلى أقرب مكتبة دراسية، لشراء مجموعة من المفكرات الصغيرة والأقلام والأغلفة، لتساعدهم في تدوين الملاحظات والأسعار وأرقام الهواتف، ومن ثمة أكمل معهم المسير ناحية شارع مصراتة والعقيب الواقعين وسط البلد، حتى يتمكن من الوصول إلى بعض المطابع والسؤال على أسعار إصدار كمية (2000) نسخة من كل عدد، وحجم الصحيفة، ونوع الورق، الخ.
وعند منتصف النهار تحديدا، تمكنوا من الحصول على المعلومات المطلوبة، والتي سوف تساعدهم في إنجاح الاجتماع المزمع عقده قريباً.
وبالتالي توجه بهم (مصباح) إلى مقر سكناهم، ليضعهم على ناصية الطريق، ومن ثمة أكمل المسير إلى الفندق الجديد، ليمارس عمله مع (الحاج أنور)، في البحث على أراضي للبيع في مدينة بنغازي وضواحيها.
اليوم هو موعد الاجتماع المزمع انعقاده من أجل التشاور حول كيفية إصدار صحيفة ناجحة ومستمرة تواكب أحداث الثورة في ليبيا.
…. الكل صار مُتحمساً ومقبل على الاجتماع برغبة صادقة، وقد حضر الاجتماع ذاك (مصباح) وصديقه (نبيل) و(عادل) و(أحمد) و(الحاج أنور) و(نسرين) و(ريحان) و(ياسمين)
و (سند)، وزوجة (الأستاذ فوزي) (السيدة حورية) والأولاد (وليد وربيع) واللذان كانا
قد استعان بهما (مصباح) في توزيع المطويات الخاصة بطلب التوظيف بالهوتيل سابقاً.
الاجتماع يسير بنجاح، حيث طرحت العديد من الأفكار الجميلة ومن بينها وجوب ترجمة العناوين المنشورة بالصحيفة حتى يتسنى للأجانب التعرف على ما يحدث في بلادنا بمجرد قراءة هذه العناوين تطبيقاً للمثل العربي الشائع (الكتاب يُقرأ من عنوانه)، وخصوصاً أن الذكاء الصحفي أن تختار عنوانا جاذباً لأي منشور وبترجمة العناوين يصبح كمن ضرب “عصفورين بحجر واحداً ” فقد تم جذب محبي التراجم وتعلم اللغة الإنجليزية تدريجيا وكذلك من استقطبه فجذبه العنوان.
لكنهم أصروا على أن ينفتحوا على بعض الأجانب المتواجدين بالفندق، وقد كان من بين الأجانب صحفية أسمها (ساندرا) كانت تحمل الجنسية البريطانية، وهي مهتمة بتوثيق أحداث التغيير وتعتزم إصدار كتاباً عن رياح التغيير في العالم العربي، وكذلك هناك مدربا في التنمية البشرية إثمه (دانيال) يحمل الجنسية الفرنسية كذلك يجب عدم إهماله ولكن (مصباح) شدد أن يكون التعامل معهم بحذر وبطريقة إدارية.
كذلك تم الاتفاق على أن يكون اسم الصحيفة (صحيفة الأيام) تيمنناً بآية كريمة من سورة (ال عمران) والتي تقول في الآية رقم (139):
بسم الله الرحمن الرحيم
” (139) إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لا يحب الظَّالِمِينَ (140).
صدق الله العظيم
وعند الوصول إلى كيفية الدعم المادي، ظهر التخوف من الفتيان ولكن (مصباح) مدهم بمقترحات فريدة، تتلخص بأن تقوم إدارة الصحيفة بتوجيه رسائل ممهورة بختم إدارة مجلس الصحيفة، لكافة المطابع العاملة بمدينة بنغازي، حيث تتعهد الصحيفة في هذه الرسائل للمطابع بتوزيع جميع أعداد المطويات المطبوعة لديها عن طريق وضعها داخل الصحيفة والفائض من كمية المطويات، يتم توزيعه على مفترقات الطرق عن طريق الصغيرين (وليد وربيع) نظير مقابل مادي، سيُستفاد به بالطبع في دفع نفقات طباعة كل إصدار من الصحيفة.
وعند استكمال (مصباح) شرحه، هلل الجميع وصفق، وأضاف موجهاً هل تدرون أن أفضل طريقة لاستسقاء الأخبار هي أن اكون سائقاً لتاكسي أو عاملاً في صالون للحلاقة.
وهنا وجه (مصباح) كلامه لـ(عادل):
– مصباح:
أنت يا (عادل) عليك أن تتقمص مهنة سائق تاكسي، وأن تطرح سؤالا أو نقطة نقاش كل أسبوع على كل من يرغب منك في إيصاله، وبالتالي ستكسب المال بشكل يومي، ها ها ها … أطمئن فهو سيكون لك لأنه عرقك، لكنك كذلك.. ستحصل على ما يشغل بال المواطنين وتصيغه، لي كتقرير صحفي به كثير من المصداقية والواقعية.
ثم توجه بالحديث إلى (نبيل)
– مصباح:
أما أنت يا (نبيل) عليك بالجلوس في صالون الحلاقة، بعد أخذ الأذن من…. طبعاً من (الحاج أنور) وتطرح نفس الشيء بعض النقاط الجدلية وتمدنا بتقرير يومي عما قيل وقال.
ثم توجه بالحديث إلى (سند).
– مصباح:
عليك يا (سند) بعمل علاقات مع كل نزلاء الهوتيل، وأن تحاورهم عن مشاكلهم بشكل ودي، فحتماً ستحصل على كم من القضايا الخدمية المتعثرة والأمور الاجتماعية المعقدة.
– أما أنا فسأتواصل مع بعض الأجانب من نزلاء الفندق لترجمة عناوين الصحيفة كم خططنا، وكذلك سأقوم بتقمص دور الحكواتي في الكافتيريا لإحياء صالوناً ثقافياً أقوم من خلاله بقراءة فصلا من الروايات العالمية، الفائزة بجوائز عالمية كل ليلة، وسوف نُسمي هذا الصالون الثقافي (ليالي الفندق الثقافية)، بمقابل رسم تحصيلي وقدره (ديناراً ليبيا واحدا)، يستقطع من رسوماً إضافية على أن نضعها على أجرة مبيت النزيل بالفندق الجديد.
أما زميلاتنا (ريحانة ونسرين وياسمين) سيعملن في جانب الطباعة والتصميم والنشر الالكتروني والتوثيق والأرشفة.
من جديد هلل وصفق الجميع، لكن (سند ونسرين وريحانة وياسمين) تبادلوا نظرات الحزن والأسف كونهم سيغادرون الهوتيل، ويعودون إلى بيتهم، وبالتالي لن يتمكنوا من المشاركة بفاعلية في العمل بالصحيفة، وعلى الفور فهمت الأم المسألة، فأومأت لأبنائها برأسها أعقبتها، باتسامه، لطمأنوا… وبأنها ستسمح لهم بالقدوم اليومي إلى مقر الصحيفة من أجل إصدارها.
ومن ثمة تقدمت السيدة (حورية) بطلب من المجتمعين بأن تكون داعمة دائمة بنصف تكلفة إصدار (2000) نسخة من كل عدد مما جعل (الحاج أنور)، يجاهر بأنه سيعزز الدعم بتغطية نفقات نصف التكلفة كذلك لكنه أشترط أن يتم وضع دعاية وإعلان لكل مشاريعه الناجحة فوافق الجميع وأخبرهم بأن أول وأقوي إعلان داعم هو موعد حفل افتتاح الهوتيل.
وفي هذا الأثناء أقتحم الاجتماع (المسكين علي) وجلس بقرب السيدة (حورية) وكان ممسكا بالمصحف الشريف، ويتلوا آيات من سورة الحجرات فيقول:
وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حتى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (5) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا على مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6) وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ ۚ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِّنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ ولكن اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ ۚ أولئك هُمُ الرَّاشِدُونَ (7) فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً ۚ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (8) وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأخرى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حتى تَفِيءَ إلى أَمْرِ اللَّهِ ۚ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا ۖ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11).
صدق الله العظيم
وأنتهي الاجتماع بموافقة الجميع على أن تكون الصحيفة أسبوعية مواكبة للحدث بحيث يغلب عليها الطابع الثقافي وأن يتم إصدار العدد الأول بداية شهر يوليو القادم.
وبهذه النتيجة غادر الجميع المكان، في نفس الوقت الذي حضر فيه عامل صيانة المفاتيح (مفتاح) ليأمره (الحاج أنور) بالذهاب مع الضيوف لمعاينة بيتهم ويقوم بالصيانة اللازمة.
… على الفور أمرت السيدة (حورية) أبنائها بإنزال الحقائب من الطابق الرابع حيث سيغادرون الهوتيل في جنح الظلام بعد صلاة العشاء تحديدا ليرجعوا إلى بيتهم القابع بطريق المطار.
لكن هناك شيئاً كان يحدث خارج عتبات الفندق الجديد، فقد كانت سيارة من طراز قديم (أوبل كورا)، بها (مرعي) وكان ينتظر خروج عائلة (الأستاذ فوزي) من الهوتيل من أجل تتبعهم ومعرفة أين يقطنون؟
…في نفس الأثناء كان شخصاً أخر يراقب المشهد عن كثب أنه (العريف سالم)، شقيق (عادل) وقد كان مندسا هو الأخر في سيارة أخري ولم يلاحظه أحد.