ما ظنته عزيزة انتهى، ولد مرة أخرى، هذه المرة ليس قريبها، إنه جارهم المتخرج حديثا من الكلية العسكرية، ملازم ثان، متهور وخليع، يقطن في البيت المقابل لبيتهم، لمحها ذات مرة وهي تعد خبز التنور، لمحها مرة أخرى في مستوصف البلدة عندما كانت هناك تقتلع أحد ضروسها، جننته، أرادها، تتبعها، وقف عند نافذة الصيدلية وانتظرها هناك، كان يضع نظارة سوداء قاتمة على عينيه، أضفت عليه مظهرا جذابا، عندما اقتربت ترك لها ورقة صغيرة فوق رخامة شباك الصيدلية وغادر مثل طاووس، ترددت في أخذها، وعند اقتراب الصيدلاني، سحبت القصاصة بسرعة ودستها بين نهديها.
عندما عادت إلى البيت، دخلت غرفتها وفتحت القصاصة وقرأت” الليلة عند الساعة الثانية، سأطرق النافذة ثلاث مرات”
هذا الرجل غاز، ولا يتمهل، ومتهور بلا شك، الفضول قتلها، لم تنم، ظلت مستيقظة بانتظار تلك الطرقات الثلاث.
راقبت الساعة، كان قلبها يخفق بسرعة كل ما اقترب الموعد، فزعت وكاد قلبها يقع عند قدميها عندما سمعت أول طرقة، فتحت الشباك، فقفز مثل فهد، قبلها، استسلمت له، فتحت روبها وانزلت ملابسها الداخلية، استلقت، فتحت رجليها، وأغمضت عينيها، دخلها، أفرغ شحنته المستعجلة، واصل دون أن يسحبه، استمر طويلا، لمست شعر صدره، ضمته، اطبقت عليه برجليها، أكلت شفتيه، رعشت معه خمس مرات.
حلقت روحها في كون آخر، أوصلها إلى تلك اللحظة التي ربما وصفت بأنها خالدة.
قفز من النافذة برشاقة فهد وغادر. واستطاع ـ وهو يتسلق السورــ أن يرى الحاج معتوق يصلي صلاة الليل.
وبقت هي في ذهول وحيرة، في لذة، في ندم.
حدث هذا قبل أسبوع من قدوم زوجها ليأخذها إلى” قصره المنيف” الغرفة والمطبخ والحمام! في تلك الليلة صدته، عافته، أرادت الضابط المستهتر، الفتى الخليع.
– ليس الليلة، قالت عزيزة وسحبت الغطاء على وجهها وأدارت له ظهرها.
استيقظت فجرا، عندما كان مسعود يجهز نفسه. سألته:
-وين ماشي؟
– لتشاد، أجاب مسعود وهو يحشو الملابس في كيسه العسكري.
خبطت عزيزة صدرها، وانفجر شلال دموع من عينيها، نهضت لم تعرف ماذا تفعل، قالت بصوت متهدج:
– سأعد لك الإفطار.
– فطرت، رد مسعود وهو يقفل الكيس. اقتربت منه رغبت في احتضانه، تذكرت صدودها، قالت ببلاهة وهي تختنق بالبكاء:
هل تريد الآن؟
نظر إليها مسعود بنظرة حانية، احتضنها وقبلها لدقيقة صادقة، قطعها منبه سيارة رفاقه، عانقها بقوة وهمس لها:
انتبهي للولد.
* قيد الانجاز