قصة

دوائر الوهم والحلم

يوسف الغزال

من أعمال التشكيلية نجلاء الشفتري
من أعمال التشكيلية نجلاء الشفتري

قلم رصاص بين أصابعي، أفكار شتى تدور في رأسي، ورقة تستلقي أمامي، رسمت امرأة مجهولة الهوية، وجه غير مألوف؛ سألت نفسي من هي؟ من أين جاءت؟

حاولت استنطاقها، ركزت النظر على الشفتين، لم يعجبني رسمها، أخذت الممحاة ومسحت فمها، رسمت لها شفتين جديدتين، صار الوجه أكثر وجاهة، مسحت أنفها، رسمت لها أنفاً أكثر استطالة، بانت عيونها قلقة في مكانها، قررت إزالة العين اليمنى بالكامل، رسمت عينا بديلة واسعة سوداء جاءت (طايبة كما تقول أمي).

العين الجديدة فرضت علي إعادة رسم الحاجبين أكثر ارتفاعا ودقة، والآن تظليل الوجنتين لتطوير منطقة الجبهة، وتعديلات طفيفة لتأكيد بروز الخدين وتعميق الغمازتين، من الضروري تصحيح طول الرقبة وتنحيف العنق وتدوير محيط الوجه ليصبح أكثر استدارة ، لابد من تأكيد غزارة الأهداب ودكنتها.

(لمَعَتْ العيون ثم رَمَشتْ)… يا إلهي.. هذا شيء لا يصدق؛ أصبت بالفزع فركت عيوني، نظرتها من جديد

ابتسمت في وجهي، دار الوهم في دوائر الحلم رفعت القلم تأملتها، عرفتها هتفت باسمها، عرفتني حتى أنها لم تسأل عن إسمي.

مقالات ذات علاقة

بطل اللسان المقطوع

الصديق بودوارة

حنين

المشرف العام

نڤتالين….

هدى القرقني

اترك تعليق