الطيوب
أقيم في مجمع اللغة العربية بطرابلس صباح يوم الخميس 27 مايو 2021م ضمن البرنامج العلمي والثقافي للمجمع لعام 2021م محاضرة ألقتها الدكتورة والباحثة الأدبية “منى الساحلي” بعنوان (الشعر في ليبيا…أبرز اتجاهاته وقضاياه) عبر خاصية السكايبي، وذلك وسط حضور لفيف نخبوي من الأكادميين والكتّاب والمهتمين ومن تقديم وإدارة الدكتور “عبد الله الزيات” الذي رحب بأعضاء وضيوف المجمع ومرر الكلمة للدكتور “عمّار جحيدر” ليلقي كلمة مجمع اللغة العربية وعرّف بدوره في كلمته الترحيبية بسيرة المُحَاضِرة كذلك أشاد بالدور الثقافي للسيد “علي الساحلي” وانعكاس ذاك الدور على ابنته ثقافيًا وإبداعيًا وابنه مشيرًا إلى توفر ثلاثة أنواع من النقد مثل النقد الأكاديمي والنقد الثقافي والجمع بين النقد والإبداع
واستهلت الباحثة الساحلي محاضرتها بالحديث عن الاتجاهات الشعرية في ليبيا منذ بداية طبع الدواوين في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين وأشارت لديوان مصطفى بن زكري كأول ديوان شعر مطبوع عام 1892 تلاه ديوان عبد الله الباروني عام 1908م وتابعت بأن تلكم الفترة قد شهدت حركة شعرية نشطة للنشر الشعر في المجلات والصحف مستعرضةً المدارس والأشكال الشعرية القديم منها والحديث بدءًا من الشعر الكلاسيكي وارتباطه بالأغراض التقليدية من مديح وهجاء وغزل والشعر الوجداني الرومانتيكي وظروف نشأته وتطوره في الغرب واختلافه في الشعر العربي وأيضًا الشعر الواقعي والرمزي وصولاً للمدرسة الشعرية الحديثة المتمثلة في الشعر المنثور والحر وبواكير ميلاده ونضته الجدلية في العالم العربي وأصداء الاستنكار والرفض التي تعرّض لها هذا اللون من قبل الكثيرين.
كما تطرقت الباحثة الساحلي في سياق محاضرتها لمحطات في تجربة الشعر الليبي وأطوار نموه وتطوره وأبرز ما اعترض مسيرة نهضته وأشارت للتحديات التي واجهه الشعر في ليبيا وتعاقب المدارس الأدبية والفنية عليه، إضافة لقضاياه الفنية والإنسانية وإطارها الإبداعي والتاريخي. من جهة أخرى قدمت الباحثة إضاءات بانورامية للمنجز الشعري المتحقق عبر مراحل من المعاناة والمكابدة للعطاء والإستمرار من خلال حصيلة من التجريب والتحول التنوع.
أيضًا عرّجت على أهم القضايا الفنية والإنسانية التي عُني بها الشعر الليبي من خلال نماذج من قصائد عينة من الشعراء الليبيين.