الوعي بالصالح العام هو المرحلة التي تنصهر فيها مصلحتك بداخل مصلحة المجموع فترى مصلحتك الخاصة تكمن في المصلحة العامة للجميع فتتجه إلى خدمة الصالح العام أينما كنت ولو بكلمة، تلك المرحلة التي تنهزم فيها الأنا الخاصة بداخلك وينتصر فيها الضمير الجمعي الداعي إلى خدمة الصالح العام، وعندما تعمل لأجل الصالح العام عن اقتناع تام قدر استطاعتك وإمكانياتك فلن يكف ضميرك عن توجيهك وستسمع نداءاته بداخلك، إيعازات الضمير ونداءات الواجب، عندها فقط تعي أنك عمقك ولست سطحك عندها فقط تعي أنك روحك ولست نفسك عندها فقط تعي أنك ضميرك ولست أنانيتك، عندها تعي أن المصلحة الخاصة لا تساوي شيئا أمام المصلحة العامة للجميع، عندها تعي قيمة العمل لأجل صالح الكل وليس العمل لأجل صالح الجزء، وعندها تعي الفرق بين من يقول أعمل لصالحي ومن يقول أعمل لصالحنا، وتعي أن العمل لأجل الصالح العام لا يقدر بثمن ولن تنتظر جزاء ماديا عليه فثمنه أكبر من أن يكون مادة نفسية دنيا إنه قيمة روحية عليا وفضل من الله عظيم، ولا تقلق حيال المادة فالقيمة في المعنى والمادة تتبعه ولكن المعنى لا يتبع المادة بتاتا، المعنى لا يتبع إلا الحكمة أينما وجدت وهي ضالته، والحكمة ضالة المؤمن كما قال سيدنا وقدوتنا محمد رسول الله ورحمته للعالمين صلى الله عليه وعلى آله وسلم، حفظكم الله ورعاكم ووفقكم إلى ما فيه الخير للصالح العام والله ولي التوفيق بيده الخير وهو على كل شيء قدير.
المنشور السابق
المنشور التالي
علي بوخريص
علي الحبيب بوخريص.
ولد في بنغازي بتاريخ 4 فبراير 1987.
يكتب في الفكر والأدب السياسي، وله بعض الكتابات في الشعر والنثر والقصة القصيرة.
بدأ النشر بالصحف المحلية عام 2012، عبر صحيفة الحقيقة ببنغازي ومن ثم صحيفة برنيق، وقد نشر في الصحف العربية والدولية.
له كتاب بعنوان: [نظرية الاتزانية] وهو:
[نظرية فكرية عامة سياسية اقتصادية اجتماعية ثقافية ضد التطرف والإفراط والتفريط وضد الهيمنة والاحتلال في العلاقات الدولية، تقوم على الموازنة المستمرة قبل إصدار القرار تكاملا للمنافع وتعاطلا للمضار تجاه الصالح العام على كافة الأصعدة، تحقيقا لما فيه الخير وفق ميزان سليم معا في آن باعتدال وتوازن واتزان دون إفراط أو تفريط بإتقان قدر الاستطاعة والإمكان]، وهو خلاصة فكر المؤلف ونظريته وتصوراته للدولة المتزنة المقسطة غير ذات الإفراط والتفريط في الحقوق والواجبات سواء، بأصعدتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والدولية، شرع في تأليفه منذ عام 2012 وصدر بتاريخ 30 يونيو 2021 عن دار يسطرون للطباعة والنشر والتوزيع بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته ال52.
مقالات ذات علاقة
- تعليقات
- تعليقات فيسبوك