صدر العدد السابع عشر من صحيفة أوكر للفنون التشكيلية العربية وهي صحيفة نصف شهرية مرخصة قانونا عن وزارة الثقافة الليبية، ترأس تحريرها رسامة الكاريكاتير الليبية منى بن هيبة.
سلطت الصحيفة بقعة من الضوء في هذا العدد على عدد من الرسامين العرب الذين رصدوا جانبا من شخصية المسحراتي وهو يجوب الشوارع بزيه الفلكلوري وطبلته الشهيرة لينظف النائمين من بقايا النوم والتثاؤب ويهيئ الغافلين لفجر آتي، هذه الشخصية التي اندثرت في أغلب بلداننا العربية والإسلامية، هذا وقدم الرسامون لوحاتهم بعدة من أساليب فنية غلب عليها الواقعية حيث صور التشكيلي الليبي المرحوم عوض اعبيدة صورة من مشهد موكب السحور في إحدى الأحياء السكنية القديمة بلوحة مفاهيمية، فيما قدم التشكيلي الليبي عبدالرزاق الرياني مقاربة للتبدل المكاني والتطور الإنساني مجسدا شخصية المسحراتي وهو يجوب إحدى شوارع المدينة القديمة، بينما ذهب التشكيلي المصري صلاح بيصار نحو الأحياء الشعبية المصرية لتصوير مشهد المسحراتي وسط احتفاء الناس بمقدمه بأسلوب رسومات قصص الأطفال ليعيد للذاكرة شيئا مما غاب عنها فضلا عن تناول هذه الشخصية من قبل أحد المستشرقين.
استطلعت الصحيفة في هذا العدد آراء ثلة من التشكيليين والنقاد العرب حول العنف البصري في التشكيل الذي انعكس على بعض المنجزات التشكيلية مؤخرا لا سيما بعد أحداث الربيع العربي باعتبار أن التشكيليين ليسوا بمعزل عن مجتمعهم،
رحلت أوكر بعيون قرائها إلى تونس وتابعت جانبا من تظاهرة الحفر الفني التي نظمتها التشكيلية والباحثة سلوى العايدي، انغمس التشكيلي والناقد العراقي خالد خضير الصالحي في التجربة البصرية للخطاط الإيراني سيرجي إسرافيل، بينما وقف التشكيلي والباحث المصري أمجد عيد عند حافة التأمل الجمالي للتنوع في أطروحة اللون في تجربة التشكيلي السعودي خالد برادة،
في حوارها التقت أوكر النحات السوري أمين غانم الذي أكد في مستهل حديثه على أن جمال الكتلة في فراغها،
في الصفحات الداخلية تقرؤون العديد من الأخبار المتفرقة عن أبرز المعارض ومستجدات الساحة التشكيلية العربية، كما تقرؤون أيضا قراءات نقدية لتجارب تشكيلية متنوعة في الرسم والنحت والخط وغيرها، والتقطت أوكر أنفاسها في استراحة القارئ بين الحرف واللون التي قدمت مجموعة من التجارب الجامعة بين الفرشاة والقلم وأكدت على الترابط الجدلي بين الشعر والتشكيل.
اختتمت أوكر مادة هذا العدد مع فاكهة التشكيل الفن المشاغب وفيها وقف رسام الكاريكاتير والباحث والكاتب الفلسطيني عاطف سلامة عند الكاريكاتير ولعبة الإغواء بالسخرية وعادت إلى ليبيا لتقفل مادتها بضوء على زوايا من يوميات رسام الكاريكاتير الليبي العجيلي العبيدي.