غرقٌ في المسافات وتحليقٌ في سُموِّ الحرف.. هنا تصهل اللغة بنقاء الخلود ودهشة المعنى.
الشاعرة رحمة عناب – من فلسطين
وعبدالسلام سنان – من ليبيا
رحمة عناب (فلسطين)
ناسكة ترقب صلاة غائب
حتى تجيء فرصة تعاند التأويل
ليكون لنا حديث سادر الشوق
بعدما يبتهلني الفقد
و أجهش بقحط الجوى
يرتد غيابك في انتظاراتي
يصطليني إفك نورس مهاجر
يقامر في سماواتي الغائمة
بغرق المسافات ينوووء
و خرائطي تلهج بأشرعة الرحيل
هاااكَ ليلي ملتاعٌ
يسري على ألسنة الرماد
وئيد مهشم يتلعثم بعزف الصدى
قبل اكتمال لحن الوله
بعدما بت اطالع زنابق صوتك
من فوهة الأثير
كناسكة ترقب صلاة غائب
وانت ضالع بتناءٍ مريد
ها انا أقايض مجامير الوقت
انتظر ما بين فجر نبضة و ضحاها
ارجم الوسواس الأثيم
و جرح عارم يطل من نوافذ الأسى
ما لحروفك تتكسر على خاصرة المساء الثقيل!
أهذا نسكك في حضرة بهاء السحر!
تصادرني اجابة المنافي
لا يعتليها الا وجع عميق
عاصٍ يحتدم باختناق الدمع الفصيح
كعويل ذئب في ليل اشمّ
حين تتضور المواعيد على موانيء التردد
حيث يحترق ذاك اللقاء الأزرق
لن يكون لنا حديث….
عبدالسلام سنان
كلانا
مضاءانِ كصوتِ مطرٍ أبدي
ينْقُرُ سفحَ اللحظة
والأجيج الصاخِبُ يُقدّدُنا
أيّتها المُطرّزةُ بنعناع العطش
ورائحة الليمون تنزُّ من إبطِ الثلج
في ليلكِ القاني
عند مساس لأصابع الضوء
يتأوّهُ شمع الأنين عند لُجّةِ الاحتراق
بإيماءةِ شهيّة الخدش
يسّاقطُ ورق الشغف
بفوضى العناق اللدود
يبْتلِعُني فَمُ الغرق بمجاز السقوط
كُلّما أعجنُ الطين لغة
تنمو صبّارة فوق صدر العويل
وربابة حزينة تتحسّر !
كفراشةِ الصحوِ التي حرّقتها فصاحة اللغة
وبراءة المعنى، حين تيبّس الصمتُ
فوق أعِنّة المُخيّلة النيئة
انصهر صلصال هزائمي
المُكتظّة بالتاويل
كحصاةٍ ملْقيّة في جُبِّ فلاةٍ جليلة
يا راهبة الحقول المقدسية
عيناكِ .. قهوتي “مُرّةُ الغياب”
يا بِشارة الطين الاتية من كرم التين
كم علمتكِ لُغة الغيم
وما تزالين تنشدين
زوبعة العطش !
مائلٌ ….. لِعذوبتُكِ التي تملؤني
بثمالة الصحو
كُلّما تهُمين بالغياب .. يصرخُ طفلٌ بداخلي
يصيرُ غيمة متوهّجة
مكتظّةٌ بمشيئةِ المطر
وأنا أزحفُ نحوي
كغريبٍ يسيرُ بلا ظِلٍّ
أنشدُ المتاهة وعطش الريح
يعلقُ اسمكِ المستعارُ في لهاتي
كالحسْرةِ كالغُصّة
تُرْضِعُ شيطان انتظاري الأعرج
أتأبّطُ نصيَ الزاهدُ وأمضي
لا أنظرُ خلفًا ..!
2 من شهر رمضان 14 ابريل 2021م
2 تعليقات
نصان رائعان ، كثيرة هي الصورة الفنية الرائعة والمغبرة . خاصة نص سنان.
نشكر مرورك الكريم أستاذ