شعر

السراج

سراج (الصورة: عن الشبكة)

بِمَاذا شِعــــرِيَ أبتَــــدِي .. وكيفَ سَيَبْدُو في الغَدِ
وهل تَجُوزُ قَصِيْدَتِـــــــي .. شِراكَ مَن يَتَصَيَّــــــــــدِ
هَوَاجِسٌ لَم تَهْجُـــــــــــدِ .. فأقضَّتْ رَاحَةَ مَرْقَــدِي
فبِتُّ ليْـــلِيَ حَائــــــــــــرَا .. وطــالَ بي تَــــــــردُّدي
وزَادَ ثِقْـــــلَ مَخَافَتِــــــي .. ورَجْفَ قَلبِي ويَــــــدِي
أتُرَاهَا تَليِــقُ حُرُوفِـــــــيَ .. بِنُورِ اللهِ مُحَمَّـــــــــــدِ
مَنْ شَقَّ اللهُ صَــــــــــدْرَهُ .. وحَبَاهُ بطُهْرٍ أبَـــــــدِي
وشَقَّ قُـــرصَ القمَــــــــرِ .. دعماً مِنْ مُؤيِّـــــــــــدِ
مَنْ البُرَاقُ بِهِ سَـــــــــرَى .. فمَا مِنْ بَابٍ مُوصَـــــدِ
وأمَّ جَمعَ الأنبِيَـــــــــــــاءَ .. فيا لهُ من مَشهَـــــــدِ
وعَادَ في ليْلَتِـــــــــــــــهِ .. وفِرَاشُهُ لم يَبْــــــــــرُدِ
مَنْ الجَمَادُ بهِ إحتفَــــــى .. فأهتزَّ سَفحُ أحُـــــــــدِ
وَالجِذْعٌ قد حَنَّ لــــــــــــهُ .. وأنَّ مِنْ توجُّــــــــــــــدِ
ومَنْ بَعِيْــرٌ لهُ إشْتكَــــى .. صَاحِبَهُ في كَمَـــــــــدِ
مَنْ بَارَكَ اللهُ يَــــــــــــدَه .. فإذا الطَّعَامُ لأزيَــــــــدِ
كمْ عَادَ كلاً مُسْقَــــــــمَاً .. فكانَ نِعْمَ المُنْجِـــــــدِ
يا سَائلاً عَنْ وَصْفِـــــــــهِ .. إنْ شئتَ عدَّاً عَــــــــــدِّدِ
أخلاقُـــهُ قُرآنُــــــــــــــهُ .. فتَبَارَكَ مِن مَــــــــــورِدِ
والزُّهْدُ فيهِ سَجِيـَّـــــــةٌ .. لمْ تَرضَ عَيشَ الرَّغَــــــدِ
كمْ بَاتَ ليلَهُ جائعَـــــــــاً .. أحْجَارٌ فَوقَ المَعَـــــــــدِ
أيَّامٌ تمْضِي ببَيتِــــــــــهِ .. مَا يُوقَدُ مِن مَوقِـــــــدِ
والأرضُ كانتْ مَقعَــــدَه .. وحَصِيرٌ فَرْشُ المَرْقَــــدِ
وكان يَخدِمُ أهلَـــــــــــهُ .. ويَغسِلُ ما يَرتَــــــــــدي
وكان يَخْصِفُ نَعلَــــــــهُ .. والدَّلوَ يَرقَعُ باليَـــــــــــدِ
وكانَ يَعلِفُ شَاتَــــــــــهُ .. ويَسُرُّهُ مَنْ يَكْـــــــــــدُدِ
مَا لامَ يومَاً خادِمَـــــــــاً .. ولا الطعَامَ بِمُنقِـــــــــدِ
نشَا بشُوشاً باسِمــــــــاً .. وأرَقَّ مِنْ غُصْنٍ نَــــــدِي
ورَبَـا حيِّياً مُرفِقــــــــــاً .. بالأقرَبِ والأبعَــــــــــــــدِ
ونما عَطُوفَاً مُشفِقَـــاً .. لمْ يَزْدَرِ مِنْ أحَـــــــــــــــدِ
وحَيَــا سَخِيَّاً مؤثِـــــــراً .. فأعظِمْ بهِ مِن أجْــــــــودِ
مَا رَدَّ يوماً سَائــــــــــلاً .. يَسري لهُ أو يَغتَــــــــدِي
مَنْ كانَ يُكرِمُ ضَيْفَـــهُ .. وللجَارِ أكرَمَ مُرفِـــــــــــدِ
لم يَخْفِرْ يوماً ذِمَّــــــةً .. ولم يَغِبْ عَن مَوعِــــــــدِ
ولنفسِهِ لم يَغضَـــــبِ .. وللهِ غضْبَةُ أمجَــــــــــــدِ
وفي البَأسَــاءِ فَـارِسٌ .. بِهِ يتَّقِــي مَنْ يَصْمُـــــــدِ
مَنْ قالَ صِلْ مَن قطعَك .. وذاتَ بيـنٍ سَـــــــــــدِّدِ
وأعْفُ عَمَّنْ ظلمَـــــكْ .. ونَــارَ ثأرٍ فأهمُـــــــــــــدِ
وأعْطِ مَن قدْ حَرَمَـــك .. وأبْـــــــــذِلْ لَـــــــهُ وزَوِّدِ
ولا تخُـــنْ من خانَــــكَ .. وسَامِحْ كُلَّ مُجْحِــــــــــدِ
وأغْفِرْ لغَيْرِكَ زَلَـــــــلاً .. وأرْجِحْ طِيْبَ المَقْصَــــــدِ
ولتَسْتُرْ عَيْبَ غَيْــــرِكَ .. لتُسْتَرَ يَومَ المَحْشَــــــــدِ
وصِلْ أرْحَامَك تُــــرْزَقُ .. وطُولَ عُمْرٍ تَحْصُــــــــــدِ
وأكفِلْ يَتِيْمِاً تَضْمَــنُ .. في الجَنَّةِ رِفْقَةَ أحمَــــدِ
وتصَدَّقْ لكَ يُذَّخَــــــرْ .. وعَـدَاهُ مثلُ الزَّبَــــــــــــدِ
وغِنَاكَ دَاخِلَ نَفـسِـكَ .. والتَّقــــوَى نفسَــكَ زوِّدِ
وخيْرُ أكلِـكَ من يَـدِكْ .. وإذا عَمِلتَ فجَـــــــــــوِّدِ
وكُنْ برَكْبِ الصُّـــدَّقِ .. ولِلبِرِّ تصْدُقْ تَهْتَـــــــدِي
وخيراً قلْ أو أصْمُـتِ .. وللخَيرِ لسَانَكَ سَـــــــــدِّدِ
وعِشْ في الدُّنيا عَابِراً .. ومَيْتاً نفسَـكَ فأعْــــدُدِ
وصَلِّ صَلاةَ مُـــوَدِّعٍ .. لا يَأمَلَنْ صُبْحَ الغَـــــــــــدِ
والدِّينُ يُسْرٌ مَسْلَكُـهْ .. ويَغلِبُكْ إنْ تَشْـــــــــــدُدِ
واللهَ فأحفظْ يَحفَظَكْ .. وتِجَاهَكَ حَتماً تَجِـــــــدِ
وإذا سَألَتَ فأسْـــألَه .. ستَجِــــدْهُ أهلَ المَــــدَدِ
ما نابَكَ غيرُ قَـــدَرِكْ .. فَلا تَمُتْ مِنْ كمَـــــــــــدِ
صِحَافُهَا قدْ جُفِّفَـتْ .. وقِلامُهَا في المَغْمَــــدِ
فطُوبَى لِكُلِّ مُهْتَـدٍ .. بِسِرَاجِ اللهِ مُحَمَّـــــــــــدِ
قدْ صَلى عَليهِ ربُّـــهُ .. فعَليْـــــــــــــهِ صَلِّ وردِّدِ

مقالات ذات علاقة

كلاسيكية

غزالة الحريزي

أتحتاجني هذا المساء!؟

غادة البشتي

حنين مترف

عمر نصر

اترك تعليق