وصلتني بعض الردود من الإخوة والأخوات الذين يتابعون ثقافة الطفل في الوطن العربي، وفي العالم، قرّاء، وممن يكتبون للطفل يثنون على جرأة الطرح، ومنهم من يريد الاستزادة في التوضيح من أجل الإلمام بتفاصيل الموضوع من كل جوانبه الفنية والمعرفية، ومنهم من يعتب عليّ في قسوتي اتجاه بعض الذين يتخذون هذا اللون الأدبي ملهاة للصغار وضحكا على أذقانهم.
ولذا أقول:
مقالي غضبة فنية جميلة في وجه المتطفلين على أدب الطفل، وصرخة في وجه الجمود والخمول، وعدم التجديد من أجل إثراء ثقافة الطفل، والتحليق بالطفل العربي في عوالم الجمال والإبداع الذي يمتع ويصنع شخصية ذلك الأنسان الصغير ثقافيا وتربويا ومعرفيا وعقائديا، أريد أن تنقلب الصورة في توظيف قصص الحيوان، لماذا يبقى الأسد هو الشجاع الذي يفتك بالآخرين؟ ولماذا تظل الأرنب مدى العمر ضعيفة خانعة كباقي الدول العربية التي يرهبها الأسد (أمريكا)؟ لماذا يظل الثعلب هو الثعلب الماكر؟ ويظل الذئب هو الذكي كما يشار إلى دول الحلف الأطلسي؟
أريد أن تكون ثقافة الطفل ثقافة راقية توظف التراث وتبعثه من مرقد موته، وأريد أن نوظف الطبيعة، والجمال والبيئة دون أن ننزل الى الدرك الأسفل في تفاصيلها، ونريد أن يكون النص الأدبي الموجه للطفل قلبا نابضا بالحب والمحبة، نابضا بلغة جميلة وبأسلوب أجمل، حتى وإن استخدمنا فيه كل المواد العلمية والتكنولوجية.
ولذا أقول لكل الذين يتسلقون جدران الكتابة للطفولة من أجل الاسترزاق. قفوا عند حدودكم، وأعلموا ان الإبداع الأدبي في حقل الطفولة عصيّ عليكم دعوا اصحاب المواهب تشهر أقلامها وأحلامها، وابحثوا عن مصادر أخرى للتجارة وللهو، وأنتم أيّها المبدعون الرّاسخون في عمق مواهبكم لا تستسلموا لليأس فأجيال الغد تنتظر منكم الأجل والأجمل والأمتع، والأنفع.
تحيتي لكم أينما كنتم.