طيوب النص

مكررا كالوطن الغبي..

صور شخصية للذكرى 2020 عدنان بشير معيتيق حبر على ورق 32 * 42 سم

مكتفياً بذاته، ليس له من الدنيا غير الكتب؛ قد يعود ليلاً ،ويجد في انتظاره “ابن رشد “،على كرسي الاتهام ؛ثمة من أبناء جلدته، من يرمه بالكفر ،لأنه سمع ذات مرة ؛من يقول ذلك بردهة مقهى شعبي؛ آه لو أنَّ قاضي” قرطبة” ..كان حاضرا.. ماتوانى عن صفعه.

يحلو له في العشيات الطوال، أنْ يستغرق مع “كامو” بوهران، ويتأفف من الجرذان الميتة على درجات الدوائر الحكومية، والشوارع، ويعيش إحساس “تارو”، ومقاومته المرض؛ رغم استحالة المهمة.

يحلو له في الصباح، أنْ يطارد الفاعل المختبيء وراء أكمات الفعل، ويربت على جرح المفعول به، ويعده بأنْ يضعه في الحصة التالية فاعلاً؛ ما دام الأمر فوضى؛ يفك المضاف إليه من أسر المضاف، وحروف العطف، من التبعية والاسترقاق.

يحلو له أنْ يجري محادثةً مع امرأة ما، ويلبس حروفه بعض ما حفظه من رومانسيات “جبران”، وسكريات “نزار”؛ ثم يكتشف الخديعة، أو تكشف خديعته.

هزيلا كقشة، ومكررا كالوطن الغبي، وساذجاً   كبالون الأطفال، وملعوناً كفكرة، ومتعباً كحمار المنحدرات، وجافاً كقصبة، وحزيناً كيتيمة مليحة.

يضع رقيباً على ذاته، ويسعى جادا بألاّ يكذب كأنْ يقل:

كذبت اليوم كذبتين، غدا سأكذب واحدة، وبعده لا كذبة.

يتحايل على الوقت القميء بالضحك، وأحيانا بالسجائر المغشوشة، وأحياناً يسكر من زبيبة، ويرقص على حواف مأتم، ويغني على خرائب روحه.

مقالات ذات علاقة

لا أكثر

ناصر سالم المقرحي

عزة رجب في ضافة الأمازونات

المشرف العام

ألوان الطلاء الجميلة

ميسون صالح

اترك تعليق