مذ حل الصباح وأنا أرتشف حزن الكلمات مع تحايا أحبتي الصباحية دون أن أعرف لما ؟ ، كان صباحا باردا كصباحات المنافي في البلدان القصية .. كان هناك انقباضا في القلب ووجعا في الروح ، يتسرب الضيق الى صدري ، تمتلئ اوعية رئتي الرقيقة بالخوف حد الاختناق .. تغيم الرؤية في عيني، أتحول الى ورقة خريفية ستسقط يوما ما ذلك السقوط الابدي ، أحتضن قلبي وحدي .. أهدهده مرددة « أيا قلبي لا تخف لا أمر أسوء من الغربة أهدأ » ، أغمض عيني وأحلم أن الشمس سيبزغ نورها وسيحتضننا دفئها قريبا في تلك المدينة التي نعشق ، فتفاجئني قوة هائلة من حب الحياة رافضة أن ُتحرم من جمالها ولكن بعد فوات الأوان ، الحلم نهاية تفجعنا جميعاً بالموت ..!
لا يمكنني تخيل أنك تنازع لحظات الموت الأخيرة لوحدك في العراء .. لا يمكنني استيعاب أنك رحلت فمهما استطالت أمسيات الغياب سأظل أسأل عنك محطات السفر .. الدروب القصية ، انهزامات العمر .. وخيبات الامل .. سأظل أحلم بوجهك الباسم وانت ترحل نحو التراب.. تاركا خلفك تواريخاً .. أزمنة .. وامكنة .. وسنوات من حياة لم تكتمل ..!
الحزن سيمر ببابنا كل ليلة يا صغيري النائم المستيقظ في ذاكرتي .وسيظل ألم رحيلك حيا في حلقي كغصة صمت أوان الكلام .
سلام لعينيك التي غادرتنا ذات فجاءة ..وورود لروحك الطائرة كفراشة ربيعية حضرت خطأً ذات خريف رمادي الوجه ممطر المآقي ..سلام لك وانت ترسم على حائط الرحيل رغم تعب الموت جداريات من فخر وانتماء ..وأنت تلملم من جثث رفاقك وزملائك باقات من حياة لأخرين لازالوا على قيد الوجع .
وستظل أنين الروح المنثور حروفا وكلمات في صفحات القادم من كتب الحياة، فالمراثي على رحيل الشهداء صلاة ..وتأبينهم كل عام طقوس من عبادة.