عندما يكون الحلم غال يكاد لا يصدق المرء أنه ممكن الحدوث، إلا في عالم الخيال. ذات صباح بارد تيبست فيه يدي وأرنبة أنفى، مع ذلك كنت شاحبا وممتقع الوجه، وشلالات العرق تجرف أمامها ما تبقى من سدود الأمل، جئنا في صف طويل.
تفرست في الوجوه التي أمامي والتي خلفي، مما زاد إحساسي بالألم (يا رب إلى أين يقودنا قدرنا؟) لا أدرى هل هو صوت مسموع أم إنها ابتهالات في منولوج داخلي عندما وصلنا وجدنا أمامنا حفرة عميقة.
كنت أظن أنه سوف يكون دوري السابع، والذي كان ترتيبي في الصف. ولكن رجلا ككيس الدقيق، بطنه مندلق أمامه، ورأسه غائر في صدره، كأنه بدون رقبة وقف أمامنا تفرس في وجوهنا بعينين حمراوين. أخرج ورقة من جيبه وقرأ: رشاد..
تقدمت بخطى متثاقلة أجرجر أقدامي، نظرت إلى الأسفل، إنها عميقة، جدرانها ملساء من غير الممكن تسلقها، من يسقط فيها لا يخرج! هذا ما دار في خلدي، لن أخرج وهذا على كل حال واضح لكل ذي عين مبصرة، ولكنها إرادة الأقوى: نفد!
قفزة في تلك الحفرة أحسست بجفاف في حلقي وغامت عيناي كأنه الدهر تلك الثوانى (بم) صوت ارتطامي، لامست قدماي الأرض تم، شيء لا أدرى كنهه رفعني الى الأعلى، إد بي على السطح مرة أخرى تحلق حولي الجميع، حمدت الله ومن شدة فرحي قفزت عاليا في الهواء لأجدني ملقى على الأرض خارج السرير، حملت ملف أوراقي، ودعت الجميع قد تطول الغيبة ولكن نهاية الحلم إني عدت سريعا وحتى اللحظة لا أدري كيف عدت…