الطيوب
تستمر لليوم الخامس على التوالي فعاليات الملتقى الوطني الثالث للإبداع بتنظيم من الهيئة العامة للثقافة بمعرض طرابلس الدولي، حيث أقيمت على الساعة الـ10 صباح هذا اليوم في قاعة عمر المختار ندوة بعنوان (دور المرأة بين التمكين والتفعيل) أدارتها الدكتورة “ناجية العطراق” وشارك فيها بورقات بحثية الأستاذة “نعيمة سلامة” والأستاذ “عبد الكريم بشير” والأستاذة “نعيمة الحامي“.
افتتحت جلسة الندوة الدكتورة “ناجية العطراق” بكلمة أبرزت فيها أهم محاور النقاش عن دور المرأة ومدى تقدمها ومكامن الخلل وآفاق الخروج من الخلل وكيفية مساهمة المرأة في محيطها السياسي والإقتصادي والإجتماعي إزاء المعوقات السائدة .
ثم عقب ذلك أعطيت الكلمة الأولى لمداخلة الأستاذة “نعيمة الحامي” العضو بالمجلس الأعلى للدولة التي تقدمت بورقة بحثية تناولت فيها دور المرأة السياسي منذ عام 1951م وحتى عام 2020م وأكدت أن مشاركة المرأة في الحياة السياسية هي إحدى معايير ديمقراطية الدولة بغية إرساء حقوق المواطنة وشددت على أهمية تمكين المرأة سياسيًا مستشهدةً ببعض الدول التي سنّت قوانين وتشريعات تصب في مسألة تكمين المرأة من العمل السياسي ، وعرّجت على البُعد التاريخي لدور المرأة في العهد الملكي الأسبق من خلال التعديل الدستوري الذي قام به الملك “إدريس السنوسي” الذي مكّن النساء من أحقية الإنتخاب والترشح وبالتالي المشاركة السياسية بفعالية، كما ذكرت في ورقتها عن استشراء الأمية بين الليبيين ولاسيما النساء منهم معتبرًا أن هذا الأمر سبب عائقًا في مشاركة المرأة على الصعيد السياسي بيد أن نماذج نسائية حققن الرقم الصعب في المعادلة الشائكة وكان لهن دور ريادي في مجالات التعليم والتربية ومحو الأمية وذكرت أسماء كـ”حميدة العنيزي” و”خديجة الجهمي” و”فاطمة التائب” بإعتبارها أول سجينة رأي سياسي.
وأعطيت الكلمة الثانية لمداخلة الأستاذة “نعيمة سلامة” التي تقدمت بورقة بحثية تناولت فيها مسألة تمكين المرأة إجتماعيًا من عام 1951م حتى عام 2020م وتحدثت عن مفهوم التمكين الإجتماعي للمرأة والمقاصد الرامية من ورائه مؤكدة بأن المرأة تمثل نصف المجتمع وبالتالي أي تعطيل لدور المرأة هو تعطيل لطاقة المجتمع ككل وهو ما يؤدي بإعتقاد الأستاذة “نعيمة سلامة” لإحداث إنعكاسات سلبية على فاعلية المجتمع وفي ذات السياق تساءلت هل يقف دور المرأة كنواة أساسية للمجتمع فقط أم أن دورها تخطى ذلك ليشمل المجتمع على الأصعدة كافة السياسية والإجتماعية والإقتصادية وطالبت المرأة بأن تمارس كل صلاحياتها في سبيل تحقيق أرضية ثقافية وإجتماعية تنطلق من خلالها إلى فضاء العطاء الإنساني، كما عرّجت على جملة من العراقيل والمعوقات كالأعراف والتقاليد التي تُقيد من قدرات المرأة على البذل والتفاعل كما ينبغي مع مجتمعها.
وتلاها الكلمة الثالثة الأخيرة لمداخلة الأستاذ “عبد الكريم بشير” الذي تقدم بورقة بحثية تناولت التمكين الإقتصادي للمرأة وقد تحدث فيها عن دور المرأة في الحياة الإقتصادية وفي ضوء ذلك طرح جملة من التساؤلات مثل مساهمة المرأة الليبية في الحياة الإقتصادية وطبيعة مساهمة المرأة في الحياة الإقتصادية والتحديات والمعوقات التي واجهت المرأة في ولوج الحياة الإقتصادية والمساهمة في بناء المجتمع، واستعرض دور المرأة التاريخي في عهديّ الرسول والصحابة وكذا مساهمتها في الشق الإقتصادي في بيئتها الأسرية، وربط مجموعة من المتغيرات بدور المرأة كالوضع الإقتصادي للدولة والواقع التعليمي للمجتمع بوجه عام والحالة السياسية والتشريعية وكذلك عادات وتقاليد المجتمع، كما أضاء على تأثر المرأة بالحقب السياسية السابقة ضاربًا مثالاً أن الدولة في العهد الملكي نتيجة ظروف الفاقة والعوز الذي كانت تمر به ذلك دفعها لسن قوانين لتمكين المرأة وخلق فرص متكافئة بينها وبين الرجل، وأيضًا بيّن دور المرأة في المناطق الريفية في العمل والحرث والحصاد ودور المرأة في المناطق الحضرية التي تتضاءل فيها فاعليتها.
وقبل الختام دعت مديرة الندوة الدكتورة ” ناجية العطراق” الحضور لتوقيع كتاب جديد صدر حديثًا عن الهيئة العامة للثقافة بعنوان (دعم وتمكين المرأة بين التشريعات الليبية والدولية) من إعداد ” آمال سعيد المالطي” والدكتورة “ناجية العطراق”.
ختامًا أعربت عن سعادتها بوجودها في هذا المحفل وعن حاجتهم الماسّة في ظل هذه الظروف لمثل هذه الندوات والملتقيات وورش العمل للنهوض بواقع الوطن.
2 تعليقات
[…] ندوة عن دور المرأة بين التمكين والتفعيل […]
[…] ندوة عن دور المرأة بين التمكين والتفعيل […]