متابعات

محاضرة تستعرض مراحل تخطيط وتطور مدينة طرابلس القديمة

الطيوب : متابعة وتصوير / مهنّد سليمان

محاضرة (تخطيط المدينة القديمة بطرابلس وتطورها عبر التاريخ)

استضاف المركز الليبي للمحفوظات والدراسات التاريخية مساء يوم الأربعاء 3 من شهر مايو الجاري بقاعة المجاهد محاضرة بعنوان (تخطيط المدينة القديمة بطرابلس وتطورها عبر التاريخ) ألقاها المهندس “حسام عبد السلام باش إمام”، وهو باحث في قضايا التراث العمراني، ومن تقديم الدكتور “علي الهازل”، وذلك ضمن الموسم الثقافي لعام 2023م بحضور كوكبة من البُحّاث والمهتمين، وقدم المهندس باش إمام نبذة تاريخية لمدينة طرابلس في ضوء حقب تاريخية وزمنية مختلفة بدءا من الفينيقين والرومان والوندال و البزنطيين وصولا للفتح الإسلامي ثم الأتراك العثمانيون وأخيرا الاحتلال الإيطالي مشيرا لمراحل نشأة وتكوين المدينة وتطورها على امتداد كل هذه الأحقاب، وبيّن المهندس باش إمام مسألة تخطيط المدينة ونظام الطرق داخلها فقد كان كل من كان له خبرة بالمدن الإسلامية القديمة يمكنه أن يلاحظ ظاهرة متفردة من نوعها في مخطط مدينة طرابلس تختلف عن مثيلاتها من المدن القديمة موضحا بأن طرق مدينة طرابلس القديمة باستثناء المنطقة الغربية منها تمتد على هيئة محورين رئيسيين متعامدين.

بواكير التأسيس
مضيفا أن الفينيقين قد استقروا في منطقة مثالية بالنسبة لأناس قادمين من البحر، ويعيشيون على البحر يتاجرون ويصيدون السمك إذ هناك غربا ميناء عميق ومحمي حماية جيدة، ولا يجب أن ننسى أن أويا كانت قديما أقل أهمية من لبدة وصبراتة، وفي النهاية كانت هي التي تمكنت من البقاء بفضل مينائها، وأشار المهندس باش إمام إلى أن تخطيط شوارع أويا في تصور الباحث “أوريجمّا” على شكل شبكة فتحاتها مستطيلة وجهت أضلاعها نحو اتجاهين يتقاطعان بالضبط تحت قوس ماركوس أوريليوس، وأضاف المهندس باش إمام أن روما ورثت (أويات) عن قرطاجة وحولتها تدريجيا إلى إحدى المدن الإمبراطورية الكثيرة، وكانت هذه تمتد غب الجزء الشمالي من المدينة القديمة في وقتنا الحالي، وفي المنطقة المشرفة على الميناء وكانت تحتل ببناياتها العامة والخاصة، وأردف قائلا : إن روما شيّدت سورا ضخما لحماية أويا من جهة اليايسة فقط حيث أن البحر كان لها، وهو سور كان يضم منطقة أوسع مما كان عليه المركز التجاري الفينيقي، وتابع المهندس باش إمام أنه رغم مرور تسعة قرون شهدت الكثير من الحروب بيد أنه في المقابل شهدت المدينة تطورا هاما.

طرابلس في العهد العثماني والاحتلال الإيطالي
فيما أشار أيضا إلى أن وصول العثمانيون لطرابلس عام 1551م أدى لازدهار كبير في المدينة حيث أنهم لم يهدموا شيئا إلا من أجل إعادة البناء، واشتغلوا على تجميل المدينة باقامتهم عدة أعمال فنية ذات قيمة كبرى، وأشار المهندس باش إمام أن احتلال النورمان القدامين من صقلية حاولوا خلال مكوثهم بطرابلس بناء خندق حولها، ولكن زحف الرمال منعهم من ذلك، وأوضح أن أسوار طرابلس حتى عام 1511 كانت عملا متواضعا فقد أمكن هدمها واقامتها مرات عديدة وبسهولة حتى أن الأسبان هدموا جزءا كبيرا منها للحصول على مواد بناء من أجل تقوية القلعة أما فرسان القديس يوحنا رمموا الأجزاء المدمرة مما جعلهم يحولون عدد لا بأس به من المساكن إلى محاجر، بينما اعتدى الإيطاليون منذ احتلالهم لطرابلس على أسوارها وقام نزاع بين العسكريين اللذين كانوا يريدون أخذ مواد لبناء الأرصفة الجديدة بالميناء ومهندسي المدن اللذين يريدون تحرير المدينة القديمة من الحزام الخانق.

في ختام محاضرته أكد المهندس باش إمام أن ما نسميه اليوم بالمدينة القديمة قد ولدت مقرا فينيقيا ورُقيت إلى مرتبة مدينة بالإمبراطورية الرومانية التي عرفت حضارات مختلفة، وبعد أن صارت من حيث البنية والعرق عربية من خلال عملية طويلة انتهت بغزو بني هلال لم تكف عن أن تكون كذلك رغم ثلاثة قرون ونصف من السيطرة العثمانية، مضيفا بالقول أن المدينة الجديدة بدأت في النشوء منذ القرن التاسع عشر بقربها دون أن تنجح في تغيير نسيجها ومظهرها إلا بالنسبة لحزامها المحيط بها الأكثر تطرفا.

مقالات ذات علاقة

«السوق القبلي» يختتم المشاركة الليبية بمعرض القاهرة للكتاب

المشرف العام

شعراء كبار ومواهب واعدة يتألقون على منبر السعداوي

المشرف العام

«العبارة» يسرد تاريخ عرائس الظل

عبدالسلام الفقهي

اترك تعليق