احميد المرابط
من الموت إلى الموت.. من هُم؟ من يكونون؟ ماهي أعراقهم وألوانهم وجنسياتهم؟ كُل ذلك لم يُعد مُهمًا، فجميع من ركبوا تِلك القوارب يتشاطرون ذات الهموم والغموم والصِعاب..
كُل من على ذلك القارب – وغيرهم – غادروا أوطانهم، وفارقوا أحبتهم، فرارًا من جحيم العيش في بُلدانهم، فجميعهم تقاسموا العذاب والشقاء، وزادهم تجبّر الساسة والحُكام جورًا، وتسلّط السُرّاق ضَنكًا، فظنوا بأنه لا سبيل للخلاص إلا بتِلك القوارب، فتهافتوا وتسابقوا عليها.
لعلّ بعضهم وجدَ العُذر لذلك الفعل، ولكنني لم أرى لهم عُذرًا، وأراهم يفرّون من الموت إلى الموت، يفرّون من ظُلم الظالمين وتسلّط المُجرمين ويرجون لُقمة عيشٍ، إلى بَحْرٍ يلفظهم، وأمواجٍ تتقاذفهم، وهُم بين غارقٍ في قاعه وجُثةٍ على شاطئه وقليلٌ من يتجاوز ذلك.
رُحماك ربي.