الدكتور عبدالحميد الهرامة أحدُ الأصدقاءِ الأوفياءِ الخُلّص لرفيقه شاعرنا الراحل الدكتور عبدالمولى البغدادي الذي أسكنه قصيدته المعلقة (من وحي الثمانين) ببيتين يقول فيهما:
هرَّامةُ الشِّعْـرِ أَهْدَانِي عَلَى هِرَمِي
دِيْوَانَ شِعْرِي بِتَحْويرٍ وَتَحْسِينِ
وَيِا لِحُسْنِ مَآبٍ مِنْ لَدُنِ بَطَلٍ
مُلاَطِفٍ صَالِحٍ تَزْهُـو بِهِ عَيْنِي
يرثي رفيقه الراحل بأبياتٍ شعرية قصيرة تفيض حزناً على فراقه، مع يقينه وإيمانه الكبير بما اختاره الله له.
ودون أن يتصدر هذه الأبيات عنوان محدد أهداها الدكتور عبدالحميد الهرامة إلى صديقه بقوله (إلى الراحل الكبير: الأستاذ الدكتور عبد المولى البغدادي) وتقول أبيات المرثية الهرّامية التي أرسلها إليّ مشكوراً صباح اليوم الاثنين الموافق 23 نوفمبر 2020م:
يَا مَالئَ الأسْمَاعِ والأبْصًـــارِ
بِالظَّرْفِ والإبْدَاعِ في الأشعَارِ
للهِ دَرُّك عِشْتَ فِينَا بَاعِــــثاً
أمــلَ الحَيَــاةِ وقِيمَةَ الأفْكارِ
يَا رَاحِلاً تَبْكِي الحَقَائبُ بُعدَهُ
تَحْنُو عَلَيْهِ، رَفِيقَةُ الأسْــــفَارِ
يَبْكِيكَ كُلُّ مُلَوَّعٍ أَوْدَعْـــتَهُ
مِنْ طِيبِ قَولِــــكَ أَرْوَعَ الآثاَرِ
يَا جَامِعَ الوَطَنِ العَزِيز بِحُــــبِّه
للشَّعْبِ للتـَّـــــاريخِ للثوَّار
للدِّينِ كُنتَ مُنَافِحاً عَنْ نُورِهِ
وأِصَبْتَ مُنْذُ نُعُـــومَةِ الأظْفَـار
“لله درُّك” ما نَسِينَــــا ذِكْرَهَا
بِتَقَــــــادُمِ الأيَّامِ والأَطْوَار
للهِ ظَرْفُكَ كَمْ رَوَيْناَ طِيبَهُ
دُرَرُ النَّوَادِرِ مُتْعَةُ السُّمَّــــــارِ
وجَعَلْتَ قَلْبَكَ لِلبِلادِ المُنْتَدَى
وَجَعَـــلْتَ بَيْتَكَ قِبْلَةَ الزُّوَّارِ
نَادِيكَ مَا نَادِيـــكَ إلاَّ مَجْمَعٌ
لِلْفِكْــرِ والآدَابِ والأشْعَــــارِ
جَمَعَ المحـَاسِنَ بَهْجَةً وفوائدًا
وضِيَــافةً ومبــرَّةَ الأبْـــرَارِ
لَوْ لَمْ يَكُنْ مِنْ كلِّ ذَلِكَ غَـايةٌ
إلا حُضَـورُك بَيْـــنَنَا في الدَّار
لَكَفَى بِهِ كَنْزًا حُرِمْنَا شَخْصَهُ
لَكَ وَحْشَةٌ يـَـــا رَوضَةِ الأزْهَارِ
يا ربِّ أوْدَعْناكَ شَهْمًا فَاضِلا
فَارْحَمْهُ وارْحَمْ أمَّةَ المُخْتـَــــارِ
طرابلس في 5 ربيع الآخر 1442 هـ الموافق 21/11/20
عبد الحميد عبد الله الهرامة