رجما بالسؤال
عجباً يا أمي عجباً
أنِّي أراكِ في منامي
تقرأين قصائدي كلها
وجميعنا يعلم ..
انك لا تجيدين القراءة
وأراني ..
أتوسد خبز الغائبين ..
البائتين من غير ليل
أنبش في مراقدهم بحثاً
عن بوصلتهم الضائعة
في بلاد الله ..
وأرى بجوارك يا أمي
أربعين بقرة وبقرة
ترقص في عيد ميلاد سيفيروس
الميت عام وصوله إلينا
بالساحة الخضراء
والغريب يا أمي ..
أني أحدثك عن المنام
في أوج منامي ..
وأني أصر بعضا
من رائحة وطني
ازرعها بجوار خيامي
وأنِّي أراكِ …
وأنْ لا صمتَ ولا كلام
والغريب يا أمي
أنِّي أُحدثك رجماً
بالسؤال .
تماثُل ..
ريشتي حكيمة
مثل جَدِّي
ترتدي قبعةً
وتلبسُ النَّظَّارة
مثل جَدِّي
وعندما تغضبُ
تنظمُ الشِّعرَ
وتشعلُ السيجارة
مثل جَدِّي
لكنها ..
لا تتكئ على
عكازٍ
مثل جَدِّي .
مِعْيار ..
الكلمة وحدها
لا تبني فكرة
والإيماءات أزقة
تتسع لرائيها .
عٌزله ..
بالخارج نسكن نحنُ
والخطواتُ الآتيةُ إلينا
يسبقها تنقيبُ عصا
أيامنا كالأمر تماماً
تنبت من جدار أَصْمَت
لا يعرف المراوغةَ
والاحتمالات ..
آخرُ لعبةٍ تجرُّ صغارَنا
إلى بؤرة ..
أن تتقدمَ أو لا تتقدم
منصهرة نارهم أصحاب ” الهُم “
وأيامهم ..
يحاصرها التداخلُ
لا ألْسنتُنا اتسعت لها الآذانُ
ولا شِفاههم ..
طرقتْ أبوابَ آذاننا
فقط تصِلُنا خطواتٌ ..
تتحاذرُ بتنقيب عصا.
دونما صُراخ ..
*الي رُوح سَحَر ـ رحمها الله ـ ابنة المخرج المسرحي عز الدين المهدي..كانت تتمتع بصوت جميل في أداء الأغاني.
ها نحن
وجهاً لوجهِ
ننتظرُ صخب السماءِ
“سَحَر”* أيضاً هناكَ
تتشكل بلون قُزَح
تتخذ بقرب مفترق المدينةِ
سريراً وتنام
تحلم بلونٍ ..
لا يغتسل في الظلامِ
كي تخبرنا
كلما أيقظتها الذاكرةُ
أنَّ العَدَمَ ..
والأتونَ في البحرِ
وحدهم
مَن يولَدون
دونما صراخ .
واقع
رغم أنَّ الحديثَ ليس معي
إلا أنَّ صوتَ الزمنِ يملؤني
أيَّةُ امرأةٍ أنا ..
تستحمُّ تحت وطأةِ التقاليدِ
والسؤالُ ضائعٌ ..
خلفَ بَحَّة الصوت والغيابِ
.. .. ..
أيَّةُ امرأةٍ ..
تقيسُ لحظاتِ الحزنِ
بخواء القلبِ
وتَشبرُ شوارعَ الصمتِ
بكَفٍّ وذراعِ
أيَّةُ امرأةٍ ..
تتحسَّس بعمقٍ
شفافيةَ الأشياء .
مراوغة
من سُوَيداء القلبِ
تنمو ..
وعلى بُعْدٍ منكَ
تلتحمُ أطرافُ الفكرةِ
بين الواقعِ والمزحة
أن تتقدَّم ..
أو لا تجازف
بين المزحةِ والمجازفةِ
خجلاً ..
لَعِبٌ في الكِبَرِ
ومصيدةُ افتراضاتٍ
تلتحمُ الأطرافُ..
تتشرُّب من السماءِ سحاباً
يرتسمُ حبيباً
وبجواره أرتسمُ أنا
يسبقني الافتراضُ
أتقدَّمُ ..
ولا أجدُ سوى سراب .
مَرَايا..
وبعدك بقلبي وردة الورداااااااااااااات
ومفتحه ورقة على ورقة ..
لا أنقش على أترابك الغنيات علق على بابك خرزتي الزرقا
عند باب المنفى
رأيتُها نصفيَ الضائعَ
ورأتْني أغنيةً لفيروز
داخل المنفى …
استمعنا لذات الأغنية معاً
رأتْني نصفَها الباقي
ورأيتُها أرضَ الوطن .
كان يا مكان
أنا وصديقي
وطاولة مزدحمة
فنجان قهوة..
موسيقى وضوضاء
حكايات عن الوطن
أجساد وأحذية تَمُرّ
حروف تتطاير
وأحلام شعراء
بالزاوية كانت
آلة تصوير فورية
لحظات …
والصورة صارت بيدي
تَمُرّ السنوات
يتوغل فينا الأمس
تتلاشى أحداث الصورة
يأكلها النسيان
أغيب أنا ..
وتبقى الصورة
متكئةً على طاولتي
فارغة …
فقط مسند وإطار .
نسيان
رغم أن الدائرة
بيننا مسافة
تركض في محيط الوقت
وأنّ ذاكرتي ..
مملؤة بحضورك
ألا أن الغياب
لا يصنع ظلك .
أُلْفة
هذه
آخر ورقة أرسلها لك..
إن لم تعد..
سأكتب إليك..
لكنني ..
سأضعها في سلتي
تلك التي
لا تقَبْلُ أيّة ورقة .
دونما ظلال
مالي أراني أراك
مصلوباً علي عقرب الآن ..
والشاهد الوحيد أنت
على أزليّة هذا السقوط
ماذا يا ظلّ..
أيُّ انصهارٍ يعكسك علينا..
وأيَّة حُجّةٍ تبيح لك
كل هذه التبعية ..
وأنت المتحرك فينا..
بين الحضور والتلاشي ..
بين الزوال والأبدية
ماذا يا ظلّ
أي سطوع نسبحُ فيه
لنبقي رسومات
على سطح لا يتكلم!
وأي وقت تحتاج
كي تكتفي
ونملؤ نحن بهياكلنا الفراغ
دونما ظلال .
تأمُل
أرفعُ وجهي ..
سبعَ سنواتٍ وضفيرتان ..
وفجرٌ يملأُ المكان ..
ترتجف الملامحُ ..
وفي المقلتين ترتسمُ
دمعةٌ تغادر ُ..
وسماءٌ ممددٌ بعرضها
وجهُ الله ..!