لأنكِ سِرِّيَ العظيم
أكتبكِ بضمير
وتقرئينني على مضض
سيءٌ مزاج الليل
ومطركِ قيامة الرجف
بحبّةِ قمح من قصيد
أطعمُ جوعَ الخذلان
يا شمسًا على قيد الأفول
مدي ضفيرتكِ
على نافذة قلقي
أنا الاخلاص
وأنتِ وابلٌ من أخيلة
يا نبرة صدقٍ ساحرة
غيابكِ ينهشُ ما تبقى من رُفاتي
بي ما يكفي من النسيان
لأسُدَّ خذلان الكون
أنا قصيدة الظمأ
ونداء العطش
أراني محتشدٌ بكِ
حدَّ الفظاظة
يا سليلة النسب العريق
يا حرفيَ الهارب من كبدِ النص
متى تتعفّفي من أغلالِ كبريائكِ
ويتّقد فيكِ الشغف
تلجي أرض يبابي
وتعزفي على غيمتي
أنشودة التوق
بهوسٍ شرقي المزاج
سأظلُّ أكتبكِ على حيطان الليل
حتى يهتدي اللحن إلى نوتاه
وينصاع حرفي المتلمّظُ إلى مُبْتغاه
كطائرٍ يتيم
لا اوكار له
له الريح أكناف
يتفيأ ظِلال الرحيل
يزقزقُ على نافذتي البائسة
خربشاتي موسيقى
حروف جائعة
لا تتجاوز جاذبية نافذتي
نذرتها زكاة
لهديل تفاحة قيد السقوط
تتدلّى كنهدِ صبيّةٍ راسخ
تلعق سبّابة البلل
يشقُّ عليَّ أبجديتي البدائية
وانحناء ظِلِّي على حائطي المثقل
لا فكاك من تناصٍّ صاخب الصهيل
أكتبها بضمير وتقرؤني بذاكرةٍ طفولية
