طيوب النص

هل سمعتم عن الميت الحي؟؟!!

فتحي محمد مسعود

من أعمال التشكيلي عادل الفورتية
من أعمال التشكيلي عادل الفورتية

هذه ليست قصة قصيرة أو رواية من نسج الخيال، أو فلما سينمائيا أنفق عليه ملايين الدولارات؛ ليتقدم بطله لجائزة الأوسكار!!  ها!! لا، بل حياتي أنا … أنا والبائسين أمثالي:

قلوب واجفة، وعيون تحملق خائفة، ورموش لا ترف، ووجوه بلا ملامح، ولعاب يسيل كأنه نهر جارف لا يعرف التوقف، ورعشة ترتعد الأطراف لأجلها، آه!! عاجزون عن الحركة، عن الكلام، بل عن النوم، نومنا كوابيس متواصلة؛ تخلت عن دولنا، منظمة الصحة، منظمة حقوق الإنسان، أو قل حتى منظمة حقوق الحيوان، تركونا لباركنسون يفتك بخلايا أدمغتنا، يقتل كل يوم مائة أو مائتي خلية دماغية، يقضي على الدوبامين. آه قد افترسنا باركنسون على مرأى ومسمع من العالم، جعلنا لقمة سائغة له، حتى صرنا أطياف بشرية بقايا بني آدمين، نسوا أننا من بنينا المستشفيات، والملاهي، والمقاهي، نحن من شق القنوات النهرية والبحرية، صنعنا السفن، والطائرات، وعبدنا الطرق، نحن من زرعنا الحب، والود، والوفاء، لم نزرع فيكم الجحود، ونكران الجميل. لماذا لا تزورونا؟! لماذا لا تبحثون لنا عن علاج؟ حتى المسكنات أسعارها باهظة جدا، هل تسعون لإقصائنا من الحياة!! ألوذ بكم وأطالبكم بما تبقى فيكم من إنسانية أن تصنعوا لنا علاجا، أن تصنعوا لنا علاجا!!

مقالات ذات علاقة

وثنُ الغياب

عبدالسلام سنان

ولا تكف عن الابتسام

المشرف العام

لست بحجر فسيفساء

منى الدوكالي

اترك تعليق